طبقات الحنابله (صفحة 493)

حَدَّثَنَا أَبِي أَحْمَدُ بْنُ صَالِحٍ حَدَّثَنَا جَدِّي أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ حَدَّثَنَا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ عَنْ مَالِكِ بْنِ أَنَسٍ عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ عَائِشَةَ قَالَتْ: " كُنْتُ أَغْتَسِلُ أَنَا وَرَسُولُ اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - مِنْ إِنَاءٍ وَاحِدٍ ".

قرأت فِي كتاب أَبِي جَعْفَر مُحَمَّد بْن أَحْمَد بْن صالح بن أحمد بن محمد بن حنبل حدثني عمر زهير بْن صالح قَالَ: قرأ علي أَبِي صالح بْن أَحْمَد هذا الكتاب وقال هذا كتاب عمله أَبِي رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ فِي مجلسه ردا عَلَى من احتج بظاهر القرآن وترك ما فسره رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ودل عَلَى معناه وما يلزم من إتباعه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وأصحابه رحمة اللَّه عليهم قَالَ أَبُو عبد اللَّه إن اللَّه جل ثناؤه وتقدست أسماؤه بعث محمدا نبيه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بالهدى ودين الحق ليظهره عَلَى الدين كله ولو كره المشركون وأنزل عَلَيْهِ كتابه الهدى والنور لمن اتبعه وجعل رسوله - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - الدال عَلَى معنى ما أراد من ظاهره وبالسنة وخاصه وعامه وناسخه ومنسوخه وما قصد لَهُ الكتاب.

فكان رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - هُوَ المعبر عن كتاب اللَّه الدال عَلَى معانيه شاهده فِي ذَلِكَ أصحابه من ارتضاه اللَّه لنبيه واصطفاه لَهُ ونقلوا ذَلِكَ عَنْهُ فكانوا هم أعلم الناس برَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وبما أخبر عن معنى ما أراه اللَّه من ذَلِكَ بمشاهدتهم ما قصد لَهُ الكتاب فكانوا هم المعبرين عن ذَلِكَ بعد رَسُول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ -. وَقَالَ جابر بْن عبد اللَّه: ورسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - بين أظهرنا عَلَيْهِ ينزل القرآن وهو يعرف تأويله وما عمل به من شيء عملنا. فَقَالَ قوم: بل نستعمل الظاهر وتركوا الاستدلال برسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - ولم يقبلوا أخبار أصحابه وَقَالَ ابْن عباس للخوارج: أتيتكم من عند أصحاب رسول اللَّه - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - المهاجرين والأنصار ومن عند ابْن عم رسول اللَّهِ - صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ - وصهره وعليهم نزل القرآن وهم أعلم بتأويله منكم وليس فيكم مِنْهُمْ أحد وذكر تمام الكتاب بطوله.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015