طبقات الاولياء (صفحة 268)

وقال: " أنا - منذ عشرين سنة - أطلب رفيقاً وإذا غضب لم يكذب على ".

وقال: " إن فيكم خصلتين هما من الجهل: الضحك بغير عجب. والتصبح من غير سهر ". أي النوم أول النهار، لأنه وقت ذكر، ثم وقت طلب للكسب.

وقال: " أتى على وقت، لم أطعم فيه ثلاثة أيام، وإذا مجنون أقبل، وهو ينظر إلى ويقول:

محل بيان الصبر منك عزيز ... فيا ليت شعري!. هل لصبرك من أجر

فقلت: " لولا الرجاء لم أصبر ". فقال لى: " وأين مسكن الرجاء منك؟ ". فقلت: " موضع مستقر هموم العارفين ". فقال: " والله أحسنت!. إنما هو قلب الهموم عمرانه، والأحزان أوطانه؛ عرفته فاستأنست به، وأحببته فارتحلت إليه ". فسمعت من كلامه، ما قطعني عن جوابه. ثم وعظني وولى، وهو يقول:

أحسنت ظنك بالأيام إذ حسنت ... ولك تخف سوء ما يأتي به القدر

وسالمتك الليالي، فاغتررت بها ... وعند صفو الليالي يحدث الكدر

وكانت قراءة الفضيل حزينة، شهيرة به، مترسلة، كأنه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015