مَرْوَان بن مُحَمَّد وَجَارِيَة لَهُ لما هرم مَرْوَان بن مُحَمَّد وَخرج نَحْو مصر كتب إِلَى جَارِيَة لَهُ خلفهَا بالرملة وَمَا زَالَ يدعوني إِلَى الصد مَا أرى فآبى ويثنيني الَّذِي لَك فِي صدرى وَكَانَ عَزِيزًا أَن تبيني وبيننا حجاب فقد أمسيت مِنْك على عشر وأنكاهما للقلب وَالله فاعلمي إِذا ازددت مثليها فصرت على شهر وَأعظم من هذَيْن وَالله أنني أَخَاف بألا نَلْتَقِي آخر الدَّهْر سأبكيك لَا مستبقيا فيض عِبْرَة وَلَا طَالبا بِالصبرِ عَاقِبَة الصَّبْر وَقَالَ حبيب الطَّائِي يرثي جَارِيَة اصيب بهَا جفوف البلى أسْرع فِي الْغُصْن الرطب وخطب الردى وَالْمَوْت أبرحت من خطب لقد شَرقَتْ فى الشرق بِالْمَوْتِ غادة تبدلت مِنْهَا غربَة الدَّار فى الْقرب وألبسنى ثوبا من الْحزن والأسى هِلَال عَلَيْهِ نسج ثوب من الترب وَكنت أرجي الْقرب وهى بعيدَة فقد نقلت بعدى عَن الْبعد والقرب أَقُول وَقد قَالُوا استراحت لموتها من الكرب روح الْمَوْت شَرّ من الكرب لَهَا منزل تَحت الثرى وعهدتها لَهَا منزل بَين الجوانح وَالْقلب وَقَالَ يرثيها ألم ترني خليت نفسى وشأنها وَلم احفل الدُّنْيَا وَلَا حدثانها لقد خوفتنى النائبات صروفها وَلَو أمنتنى مَا قبلت أمانها وَكَيف على نَار اللَّيَالِي معرس إِذا كَانَ شيب العارضين دخانها أصبت بخود سَوف أغبر بعْدهَا حَلِيف أسى ابكى زَمَانا زمانها

طور بواسطة نورين ميديا © 2015