عنه -: "قرنت الهيبة بالخيبة والحياء بالحرمان"1، وقال إبراهيم للمنصور: "سل مسألة الحمقى واحفظ حفظ الأكياس"2، وكذلك سؤال الناس هو عيب ونقص في الرجل وذلة تنافي المروءة إلا في العلم فإنه عين كماله ومروءته وعزه كما قال بعض أهل العلم: "خير خصال الرجل السؤال عن العلم"3، وقال علي رضي الله عنه: "سلوني ... " فقام ابن الكواء فسأل عن أشياء فقال علي: "ويلك سل تفقها ولا تسل تعنتا ... "4.

وأنشد ابن الأعرابي

فسل الفقيه تكن فقيها مثله من يسع في علم بذلٍ يَمْهَرُ5

أما المرتبة الثانية: فهي حسن الإنصات، فمن الناس من يحرم العلم لسوء إنصاته، فيكون الكلام والممارات آثر عنده وأحب إليه من الإنصات وهذه آفة كامنة في أكثر النفوس الطالبة للعلم وهي تمنعهم علما كثيراً ولو كان حَسَنَ الفهم. ذكر ابن عبد البر عن بعض السلف أنه قال: "من كان حسن الفهم رديء الاستماع لم يقم خيره بشره"6.

وقال الزهري: "كان أبو سلمة يسأل ابن عباس فكان يعرض عنه وكان عبيد الله بن عبد الله بن عتبة يلاطفه فيغره غراً، وقال أبو سلمة: لو رفقت بابن عباس لاستخرجت منه علماً كثيراً"7. وقال ابن جريج: " م أستخرج العلم الذي استخرجت من عطاء إلا برفقي به"8، وقال بعض السلف: "إذا جالست العالم فكن على أن تسمع أحرص منك على أن تقول"9.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015