إِذ جاء [نا] أَخوه يشتدّ، فقال لي ولأَبيه: أَدْرِكا أَخي القرشيّ، قد جاءه رجلان فأضجعاه وشقّا بطنَه، فخرجنا [نشتدُّ]، فانتهينا إِليه وهو قائم منتقعٌ لونه، فاعتنقه أَبوه واعتنقته، ثمَّ قلنا: [ما لك] (?) أَي بني؟! قال: أَتاني رجلان عليهما ثيابٌ بيضٌ؛ فأَضجعاني، ثمَّ شقّا بطني، فوالله ما أَدري ما صنعا؟!

قالت: فاحتملناه ورجعنا به، قالت: يقول أَبوه: يا حليمة! ما أَرى هذا الغلام إِلّا قد أُصيب، فانطلقي فلنردَّه إِلى أَهلِه قبل أَنْ يظهرَ به ما نتخوّفُ عليه!

قالت: فرجعنا به، قالت أُمّه: فما يَرُدُّكما به (?)، فقد كنتما حريصين عليه؟! قالت: فقلت: لا والله؛ إِلّا أَنّا قد كفلناه، وأَدَّينا الحقَّ الّذي يجبُ علينا، ثمَّ تخوفنا الأَحداثَ عليه، فقلنا: يكونُ في أَهلِه، [فـ] قالت أُمّه: والله ما ذاك بكما، فأَخبراني خبركما وخبره؟! فواللهِ ما زالت بنا حتّى أَخبرناها خبَره، قالت: فتخوفتما عليه؟! كلّا واللهِ، إِنَّ لابني هذا شأنًا، أَلا أُخبركما عنه؟!

إِنّي حملتُ به، فلم أَحمل حملًا قط كانَ أخف عليَّ ولا أَعظم بركةً منه، ثمَّ رأيتُ نورًا كأنّه شهاب خرج منّي حين وضعته؛ [أَضاءت لي أَعناق الإِبل بـ (بصرى) ثم وضعته]، فلمّا وقع كما تقع الصبيان؛ وقعَ واضعًا يديه

طور بواسطة نورين ميديا © 2015