فذهبتُ لأدْخُلَه، فقال: يا محمَّد! هذا لِعُمَرَ بْنِ الخطابِ، فما منَعني مِنْ دخولِه إلا غِيرتُك يا أبا حَفْصٍ".
فبكى عُمَرُ وقال: بأبي وأمِّي؛ عَلَيْكَ أغارُ يا رسولَ الله؟
ثمَّ أقْبَلَ على عُثْمانَ رضي الله عنه فقال:
"يا عثمانُ! إنَّ لكلَّ نبيٍّ رفيقاً في الجنَّة، وأنتَ رفيقي في الجنَّة".
ثم أخذَ بيد عليٍّ رضي الله عنه فقال:
"يا عليُّ! أوَما تَرْضَى أن يكونَ مَنْزِلُكَ في الجنَّةِ مقابِلَ منزلي؟ ".
ثم أقْبَلَ على طَلْحَةَ والزُّبَيْرِ رضي الله عنهما فقال:
"يا طلْحَةُ ويا زُبَيْرُ! إنَّ لِكُلِّ نبيٍّ حوارِيّ، وأنتُما حَوارِيِّي".
ثُمَّ أقْبَلَ على عبد الرحمن بْنِ عوفٍ رضي الله عنه فقال:
"لَقَدْ بَطَّأَ بِكَ غِناكَ مِنْ بيْنِ أصْحابي، حتى خَشيتُ أنْ تكونَ هَلكْتَ، وعَرقْتُ عَرَقاً شَديداً، فقلتُ: ما أبْطَأ بك؟ فقلتَ: يا رسولَ الله! مِنْ كَثْرَةِ مالي؛ ما زِلْتُ مَوْقوفاً محاسَباً أُسْأَلُ عن مالي مِنْ أيْن اكْتَسَبْتُه؟ وفيما أنْفَقْتُه؟ ".
فَبَكى عبدُ الرحمنِ وقال: يا رسولَ الله! هذه مئةُ راحِلَةٍ جاءَتْني الليْلَةَ مِنْ تجارَةِ مِصْرَ، فإنَّي أُشْهِدُكَ أَنَّها على فقراءِ أهْلِ المدينَةِ وأيْتامِهِم، لَعَلَّ الله يخفِّفُ عني ذلكَ اليَوْمَ.
رواه البزار واللفظ له، والطبراني، ورواته ثقات؛ إلا عمار بن سيف، وقد وثِّق (?).
(قال الحافظ):
"وقد ورد من غير ما وجهٍ، ومن حديث جماعةٍ مِنَ الصحابَةِ عنِ النبيِّ: أنَّ عبدَ