(قلت: إسناده ضعيف؛ لجهالة قُريْبة. وقال عبد الحق وابن القطان:
"لايحتج به ") .
إسناده: حدثنا جعفر بن مسافر: ثنا ابن أبي فُديْكٍ: ثنا الزمْعِي! ...
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ لجهالة قُريْبة، فقد أوردها الذهبي في "فصل
النساء المجهولات " من "الميزان "، وقال:
" تابعية، تفرد عنها ابن أخيها موسى بن يعقوب ".
قلت: ولذا قال الحافظ في "التقريب ":
"مقبولة".
وقد غفل المنذري عن هذه العلة، فأخذ يعل الحديث بموسى هذا- وهو الزمعي؛
وهو: وسط-! وقال التركماني عقب الحديث:
" ذكره عبد الحق في "أحكامه "، ثم قال: إسناده لا يحتج به. وقال ابن
القطان: صدق في ذلك؛ لأن النسوة اللاتي دون ضُباعة لا يعرف حالُهن. قلت:
ليس في هذا الإسناد إلا امرأتان! ".
وأقول: وفي كلام ابن القطان إشارة إلى جهالة كريمة أيضاً. وذلك ما يقتضيه
علم المصطلح؛ لأنهم لم يذكروا لها راوياً إلا ابنتها هذه قُريْبة، وزوجها عبد الله بن
وهب بن زمْعة؛ أي فهي مجهولة الحال.
ولكن هذه القاعدة ليست على إطلاقها- كما يتبين ذلك لمن تتبع مواقف
الحفاظ المتأًخرين من مثل هذه الراوية، الذهبي وابن كثير وابن رجب وابن حجر
ونحوهم- فإنهم قد يقبلون حديثهم، ملاحظين في ذلك أمورا تختلف باختلاف
حال الرواة مثل كريمة هذه، فإنها مع كونها تابعية؛ فإنها ابنة صحابي مشهور هو
المقداد بن الأسود رضي الله عنه، وأنها ليست مجهولة العين.