قال أبو داود: " وزاد فيه علي بن بحْرٍ عن الوليد- ولم أسمعه منه-: ومنعوه
سهْمه ".
قلت: وهذا إسناد ضعيف؛ علته زهير بن محمد هذا- وهو الخراساني الكي
التميمي-، وهو مختلف فيه، والراجح التفصيل الذي صرح به الإمام البخاري
وغيره:
" ما روى عنه أهل الشام فإنه مناكير، وما روى عنه أهل البصرة فإنه صحيح ".
قلت: والوليد بن مسلم شامي، ثم هو معروف بأنه كان يدلس تدليس
التسوية، ولم يصرح بتحديث زهير عن عمرو؛ فهذه علة أخرى، وقد قيل: إن
زهيراً هذا هو غير المكي.. فإن ثبت ذلك؛ فهو مجهول. فالحديث على كل حال
ضعيف، وبه جزم البيهقي.
والحديث أخرجه ابن الجارود (1082) ، والحاكم (2/130- 131) - وعنه
البيهقي (9/102) - من طريقين عن علي بن بحْرِ ... به؛ وفيه الزيادة. وقال
الحاكم:
" حديت غريب صحيح "! ووافقه الذهبي! مع أنه ترجم لزهير بنحو ما ذكرته
عن البخاري، وقال في "الكاشف ":
" ثقة يغْرِب، ويأتي بما ينْكر ".
وأما البيهقي فصرح بتضعيف الحديث، واستدل بأحاديث أوردها في الباب
ليس فيها أمر بالتحريق- أحدها عند المصنف في الباب الذي قبل هذا، وهو
في "الصحيح " برقم (2429) -، وأعله بالوقف والجهالة؛ كما يأتي في الرواية
التالية.