أيضاً؛ فإن الجملة الوسطى عند الأول لم ترد عند الآخر، والعكس بالعكس.

وهذا كله دليل على أن يزيد بن شريح ليس أهلاً لأن يعتمد عليه؛ لسوء

حفظه واضطرابه في حديثه- على قلته-؛ فلا تغْترً بتحسين الترمذي وتصحيح

الحاكم له؛ فإنه من تساهلهما الذي اشتهرا به.

لكن الجملة الأولى من الحديث- وكذا الثانية منه- صحيحتان:

فقد وردت الأولى- عند المصنف (رقم 81) من " الصحيح "، وعند غيره- من

حديث عائشة ... بمعناها.

ومن حديث عبد الله بن الأرقم ... نحوه (رقم 80) من " الصحيح ".

ورواها إدريس الأودي عن أبيه عن أبي هريرة ... مرفوعاً بلفظ:

" لا يقوم أحدكم إلى الصلاة وبه أذى ".

أخرجه ابن ماجه (رقم 618) .

قلت: وهذا إسناد حسن، رجاله ثقات رجال الشيخين؛ غير والد إدريس

- واسمه: يزيد بن عبد الرحمن الأودي-؛ وثقه ابن حبان والعجلي، وصحح له

الترمذي وابن حبان والحاكم والذهبي حديث: " حسن الخلق.. ". وانظر:

" التعليق الرغيب " (3/256/4) .

ويشهد له حديث بقية المشار إليه في الحديث الذي قبله، من رواية ابن ماجه

وأحمد ... نحوه.

والجملة الثانية: عند الترمذي وغيره: من حديث أبي أمامة، وعند ابن ماجه

وابن حبان في " صحيحه ": من حديث ابن عباس.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015