6. يا رسول الله كلنا رحيم قال: إنه ليس برحمة أحدكم ولكن رحمة العامة رحمة العامة) (?) .
وقال الشاعر:
ان كنت لا ترحم المسكين ان عدما ... ولا الفقير اذا يشكو لك العدما
فكيف ترجو من الرحمن رحمته ... وانما يرحم الرحمن من رحما (?)
7. ان الرحمة تكون سببا في التوحد والقوة والتعاطف والاخوة, وفي الحديث النبوي (مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى) (?) .
8. ان رحمة أهل الارض جميعا تكون سببا في رحمة أهل السماء ففي الحديث النبوي: ارْحَمُوا مَنْ فِي الْأَرْضِ يَرْحَمْكُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ (?) وفي الذكر الحكيم: {الَّذِينَ يَحْمِلُونَ الْعَرْشَ وَمَنْ حَوْلَهُ يُسَبِّحُونَ بِحَمْدِ رَبِّهِمْ وَيُؤْمِنُونَ بِهِ وَيَسْتَغْفِرُونَ لِلَّذِينَ آمَنُوا رَبَّنَا وَسِعْتَ كُلَّ شَيْءٍ رَحْمَةً وَعِلْمًا فَاغْفِرْ لِلَّذِينَ تَابُوا وَاتَّبَعُوا سَبِيلَكَ وَقِهِمْ عَذَابَ الْجَحِيمِ} (?) .
9. ان رحمة الاطفال والصغار فيه غرس للمحبة في قلوبهم, وكان صلى الله عليه وعلى آله وسلم يعتبر تقبيل الأطفال من مظاهر حبهم والرحمة بهم، فقد روى البخاري من حديث أنس أن النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم أخذ ابنه إبراهيم فقبله وشمه (?) .فقد ورد أنه كان يدخل النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم لسانه في فم الحسن بن علي ثم يقول: (اللهم إني أحبه فأحبه) (?) ، وكان يقول: (ريحانتاي حسنٌ وحسينٌ) (?) وقدم عليه مرة جماعة من الأعراب فقال أعرابي للنبي: تقبلون الصبيان فما نقبلهم، فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: (أوَ أملكُ لَكَ أنْ نزع الله من قلبك الرحمة) (?) ,ويقول أنس: (ما رأيت أحداً كان أرحم بالعيال من النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم) (?) ومن أعجب ما روي عنه في رحمته للأولاد ما أورده الهيثمي عن أبي ليلى قال: كنت عند النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم وعلى صدره أو بطنه الحسين أو الحسن رضوان الله عليهما، فبال فرأيت بوله أساريع- أي طراً- فقمت إليه فقال:
10.