وَسَتُرَدُّونَ إِلَى عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَيُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ} (?) فاعمل اخي ولاتعجز وتستسلم للاوهام فالسر الكامن وراء كل المتميزين هو الهمم العالية وعدم الاستسلام لوسوسة الشيطان فالحياة افسح من لحظة يكتظ فيها مشاعر الاسى وكتل اليأس وتوهم حب السلامة والبقاء في القعود عن الهمم العالية قال الشاعر:
حبُّ السلامةِ يُثْني همَّ صاحِبه ... عن المعالي ويُغرِي المرءَ بالكَسلِ
فإن جنحتَ إليه فاتَّخِذْ نَفَقاً ... في الأرضِ أو سلَّماً في الجوِّ فاعتزلِ
رضَا الذليلِ بخفضِ العيشِ يخفضُه ... والعِزُّ عندَ رسيمِ الأينُقِ الذُلُلِ (?)
اما صفي الدين الحلي فهو يقول:
حُبُّ السَلامَةِ يَثني عَزمَ صاحِبِهِ ... عن المعالي ويغيري المرء بالكسل
ويقول عبد الحميد الرافعي مخمسا لقصيدة صفي الدين الحلي (حب السلامة) :
ذو الحزم من يتغالى في مآربه ... ولو دهته المنايا في مذاهبه
فقل لمن قد توانى عن مطالبه ... حب السلامة يثني عزم صاحبه
عن المعالي ويغري المرء بالكسل
لا يدرك المجد إلا من طوى السبلا ... كدا يحاول في الدنيا ثناً وعلا
فان لزمت الحشايا فاقصر الاملا ... ودع غمار العلى للمقدمين على
ركوبها واقتنع منهن بالبلل