طبقة طبقه من أهل العلم، وإطباقهم على المنكير، وإجماعهم على المقت، والرد على أهل الجدال والخصومات في الدين، والمتعلقين بالكلام والمعرضين عن التسليم بالاشتغال بالتكلف بعد الأخبار المرفوعة إلى المصطفى -صلى الله عليه وسلم -التي قدمناها وأقاويل السلف الصالح التي اتبعناها. إذ الله تعالى لم يخل زمانًا من قائم لله بنصر دينه، ودفاع من يكيده عنه كما قال -صلى الله عليه وسلم -: لا تزال طائفة من أمتي ظاهرين على الحق لا يضرهم من خذلهم حتى يأتي أمر الله، قال علي بن المديني في هذه الطائفة: هم أصحاب الحديث. وقال -صلى الله عليه وسلم -إن لله عند كل بدعة كيد الإسلام وأهله بها وليًا يذب عنه بعلاماته. وقال -صلى الله عليه وسلم -: يحمل هذا العلم من كل خلف عدوله ينفون عنه تحريف الغاليين وانتحال المبطلين وتأويل الجاهلين وقال -صلى الله عليه وسلم -: رحمة الله على خلفائي. قيل ومن خلفاؤك؟ قال: الذين يحبون سنتي ويعلمونها للناس.
ثم قال "باب" إنكار أئمة الإسلام ما أحدثه المتكلمون في الدين من أصحاب الكلام والشبه والمجادلة على الطبقات.
الطبقة الأولى من صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم -ورضى عنهم -وهم الذين قال الله {فإن أمنوا بمثل ما آمنتم به فقد اهتدوا}.
وأخرج فيه عن عمر بن الخطاب أنه كتب إلى أبى موسى: أما بعد فإن القضاء فريضة محكمة وسنة متبعة. وأخرج عن عمر بن الخطاب قال: إن حديثكم شر الحديث وإن كلامك شرار الكلام إنكم قد حدثتم الناس، حتى قيل قال فلان فترك كتاب الله فمن كان قائمًا فليقم في كتاب الله وإلا فليجلس ثم أخرج قصة صبيغ مع عمر.