لا يوفق للعود إلى الحق، ولا يرشد إلى طريق الهدى ليظهر وعورة مسلكه وعز جانبه، وتأبيه إلا على أهله (كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم فينبئهم بما كانوا يعملون):
ثم قال:
اعلم أن الله تعالى أمر خلقه بلزوم الجماعة، ونهاهم عن الفرقة وندبهم إلى الإتباع، وحثهم عليه، ذم الابتداع، وأوعدهم عليه، وذلك بين في كتابه وسنة رسوله، قال تعالى {واعتصموا بحبل الله جميعًا ولا تفرقوا} وقال {شرع لكم من الدين ما وصى به نوحًا والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه} وقال {وأن هذا صراطي مستقيًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون} وأمر تعالى بإتباع النبي- صلى الله عليه وسلم- في آيات من كتابه. وقد وردت الأحاديث حاثة على لزوم سنته واجتناب كل بدعة. ثم سرد جملة من الأحاديث الواردة في ذلك، وغالبها قد تقدم فيما لخص من ذم الكلام للهروي. ثم سرد جملة من الآثار عن الصحابة والتابعين في ذم البدع والمحدثات.
ثم قال: وإذا ثبت أنا أمرنا بالإتباع والتمسك بأثر النبي- صلى الله عليه وسلم- ولزوم ما شرعه لنا من الدين والسنة، ولا طريق لنا إلى الوصول