بالرأي وأخرج عن الفضل بن زياد قال: سألت أحمد بن حنبل عن الكرابيسي وما أظهر، فكلح وجهه ثم قال: إنما جاء بلاؤهم من هذه الكتب التي وضعوها، تركوا آثار رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وأصحابه وأقبلوا على هذه الكتب. وأخرج عبد الرحمن بن مهدي قال: سمعت مالك بن أنس يقول سن رسول الله- صلى الله عليه وسلم- وولاة الأمر بعده سننًا الأخذ بها تصديق لكتاب الله واستكمال لطاعة الله وقوة على دين الله، من عمل بها مهتد، ومن استنصر بها منصولي، ومن خالفها اتبع غير سبيل المؤمنين وولاه الله ما تولى.
وأخرج عن الأوزاعي قال: عليك بآثار من سلف، وإن رفضك الناس، وإياك ورأي الرجال وإن زخرفوه بالقول، فإن الأمر يتجلى وأنت على طريق مستقيم.
وأخرج عن يزيد بن زريع قال: أصحاب الرأي أعداء السنة، ولو أن صاحب الرأي شغل بما ينفعه من العلوم وطلب سنن رسول رب العالمين. واقتفى آثار الفقهاء والمحدثين لوجد في ذلك ما يغنيه عما سواه، واقتفى بالأثر عن رأيه الذي رآه، لأن الحديث مشتمل على معرفة أصول التوحيد، وبيان ما جاء من الوعد ووجوه الوعيد، وصفات رب العالمين تعالى عن مقالات الملحدين، والإخبار عن صفات الجنة والنار وما أعد الله فيهما للمتقين والفجار، وما خلق الله في الأرضين والسموات، من صنوف العجائب وعظيم الآيات، وذكر الملائكة المقربين ونعت الصافين والمسبحين.
وفي الحديث قصص الأنبياء وأخبارهم الزهاد والأولياء ومواعظ البلغاء وكلام الفقهاء، وسير ملوك العرب والعجم، وأقاصيص المتقدمين من الأمم