قال ابن مهدي وأنا ابن المبارك عن عبد الرحمن بن عمر والأوزاعي أن عمر بن عبد العزيز قال: إذا رأيت قومًا يتناجون في ربهم دون العامة، فاعلم أنهم على تأسيس ضلالة وقال الأوزاعي وبكر بن مضر: إذا أراد الله بقوم شرًا ألزمهم الجدل، ومنعهم العمل. وسئل عمر بن عبد العزيز عن قتال أهل صفين فقال: تلك دما كف الله عنها يدي أريد أن ألطخ بها لساني. وقال الهيثم بن جميل قلت لمالك بن أنس: يا أبا عبد الله الرجل يكون عالمًا بالسنة أيجادل عنها؟ قال: لا، ولكن يخبر بالسنة. فإن قبلت منه، وإلا سكت.
وقال مصعب بن عبد الله بن مصعب بن ثابت: أنشدت إسحق بن إسرائيل هذا الشعر فأعجبه، وكتبه، وهو شعر قيل منذ أكثر من عشرين سنة. قال أبو عمر: وهذا الشعر عندهم له لا شك فيه والله أعلم، وكان شاعرًا محسنًا
أأقعد بعدما رجفت عظامي *** وكان الموت أقرب ما يليني
أجادل كل معترض خصيم *** وأجعل دينه غرضا لديني
فاترك ما علمت لرأي غيري *** وليس الرأي كالعلم اليقيني
وما أنا والخصومة وهي لبس *** تصرف في الشمال وفي اليمين
وقد سنت لنا سنن قوام *** يلحن بكل فج أو وجين
وكان الحق ليس به خفاء *** أغر كغرة الفلق المبين
وما عوض لنا منهاج جهم *** بمنهاج ابن آمنة الأمين
فأما ما علمت فقد كفاني *** وأما ما جهلت فجنبوني
فلست مفكرًا أحد يصلي *** ولم أجرمكم أن تكفروني