برأي النظام والعلاف والجبائي وابنه الذين هم قلدة دينه. قوم لم يتدينوا بمعرفة آية من كتاب الله، ولم يتفكروا في معنى آية ففسروها أو تأولوها، على معنى إتباع من سلف صالح علماء الأمة إلا على ما أحدثوا من آرائهم الحديثة، ولا اغبرت أقدامهم في طلب سنة أو عرفوا من شرائع الإسلام مسألة. فيعد رأي هؤلاء حكمة وعلمًا وحججًا وبراهين. ويعد كتاب الله وسنة رسوله حشوًا وتقليدًا، وحملتهما جهالًا. ثم تخطئة المسلمين.
وإنما وجه خطئهم عندهم إعراضهم عما نصبوا من آرائهم لنصرة جدلهم، وترك أتباعهم لمقالتهم، واستحسانهم لمذاهبهم، فهو كما قال الله تعالى {ومن الناس من يجادل في الله بغير علم ولا هدى ولا كتاب منير ثاني عطفه ليضل عن سبيل الله له في الدنيا خزي ونذيقه يوم القيام عذاب الحريق}.
ثم ما قرفوا به المسلمين من التقليد والحشو، ولو كشف لهم عن حقيقة مذاهبهم كانت أصولهم المظلمة وآراؤهم المحدثة وأقاويلهم المنكرة، بالتقليد أليق، وبما انتحلوها من الحشو أخلق.
إذ لا استناد له في تمذهبه إلى شرع سابق، ولا استناد لما يزعمه إلى