ومع ذلك أنه لو كانت المجادلة من السنة ولم أكن أشتغل بها عن العمل لآخرتي، وأمنت الخطأ في حجاجي لما كان لكلامهم موضع فيه بر وخير في آخرتي، إذا لم أر أحدًا منهم رجع عن قوله ولا تاب من بدعته، فلو كان ذلك كذلك لكنت معنيًا بنفسي فكيف وقد نهيت عن الجدل وهو يشغلني عن العمل لنجاتي، ومع ذلك أتعرض للخطأ على الله والكذب عليه، أو في دينه، وأنا لا أشعر.
فإذا رجع إلى نفسه بذلك، أبصر غرته. واهتم بنفسه، وعلم أنه كان في غرور وزخرف من رأيه، وأنه قد مضى عمره بترك ما هو أولى به، فحينئذ يهتم للعمل، ويتفقد عيوبه، والتوبة منها قبل لقاء ربه عز وجل.