البتوت «1» والمقاعد والبسط والستور والأنخاخ والمساور والوسائد والأنماط فلا نظير لها فى شىء من الأرض بوجه من الوجوه والأسباب كلّها، (13) وكانت فى قديم الأيّام لسنباط بن اشوط ملك الأرمن قاطبة ولأجداده ولم تزل فى أيدى الكبراء منهم فأزالها أبو القسم يوسف بن أبى الساج [عنهم] «5» وأخرجها من أيديهم وبأيديهم عهود للصدر الأوّل بإقرارهم على حالهم وأخذ الجزية منهم على ما جرت به مقاطعتهم وكانوا «6» بنو أميّة وبنو العبّاس قد أقرّوهم على سكناتهم ويقبضون الرسوم عليهم من جباياتهم فتحيّفهم وقصدهم فلم يفلح بعد عذرهم ولا ارتفعت له راية الى اليوم، والغالب على ارمينيه النصرانيّة وللسلطان عليهما كالخراج «9» فى كلّ سنة وكأنّهم اليوم فى عهد على حسب ما كانوا عليه بغير حقيقة تطرّقهم السلاطين المجاورون «11» لهم فيسبونهم ويؤذونهم ويحقرون ذمّتهم وكان رقيقهم لا يباع ببغداذ وأدركته كذلك الى سنة خمس وعشرين وثلثمائة ولا يجيزه أحد لأنّهم فى ذمّة معروفة ومعهم غير عهد، وهما ارمينيتان فإحداهما تعرف بالداخلة والأخرى بالخارجة وفى بعض الخارجة مدن للمسلمين وفى أيديهم لم يزل يليها المسلمون وقد قوطع عليها الأرمن فى غير وقت وهى لملوك الإسلام كارجيش ومنازجرد وخلاط «16» ، وحدودها ظاهرة فحدّها من المشرق الى برذعه ومن المغرب الى الجزيرة ومن الجنوب الى اذربيجان ومن الشمال الى نواحى بلد الروم من جهة قاليقلا وكانت قاليقلا فى وسط بلد الروم ثغرا عظيما لأهل اذربيجان والجبال والرىّ وما والاها وهى مدينة الداخلة، [وقد تقدّم أنّهما ارمينيتان فالداخلة دبيل ونشوى وقليقلا وما والى ذلك من الشمال] «21» والخارجة بركرى وخلاط وارجيش ووسطان والزوزان «22» وما بين ذلك من البقاع والقلاع والنواحى والأعمال،