أقلّ من فرسخ ناحية بموضع يدعى الاندراب ما بين كزنه وتصوب «1» من أنزه مكان رأيته وأقطاره أكثر من مسيرة يوم فى مثله مشتبكة البساتين والعمارات طيّبة المنتزهات والباغات ولها فواكه كثيرة وغلّات خطيرة ومتاجر عظيمة ومرابح جسيمة ومقاصد قريبة وكانت لمّا رأيتها كالمشمّة حسنا تشتمل أجنّتها على البندق والشاه بلّوط ونادر الفواكه فى غريب المطاعم والمآكل الى نوع كان بها من الفاكهة يسمّى الروقال فى تقدير كبار الغبيراء «7» [94 ب] وله نواء حلو الطعم إذا أدرك لذيذ وبه عفوصة قبل أن يدرك ويستدرك، وببرذعه تين يحمل من تصوب يفضل على ما كان من جنسه، ويرتفع بها من الإبريسم شىء عظيم جسيم كثير غزير وذلك أنّ توتهم مباح لا مالك له ولا يباع ولا يشترى فأكثرهم لهذه الحال يربّى الدود ويتّخذ القزّ ويجهّز عنهم الى فارس وخوزستان منه جهاز كثير مربح، وبرذعه من نهر الكرّ «12» على نحو ثلثة فراسخ وفى نهر الكرّ السمك المعروف بالسرماهى ويكون فى نهر الرسّ منه بورثان «13» وغيرها ما يحمل منه الى اردبيل والرىّ والعراق لطيبه ولذّته ويستهدى «14» من أهلها وتجّارها، وفى الكرّ «15» والرسّ أيضا سمك يعرف بالدراقن «20» وقلّمن يثبت لأكله من شدّة سمنه وفيهما القشوبة سمك فى غير صوريهما وهو لذيذ، ومن أبواب برذعه باب يعرف بباب الأكراد على ظاهره سوق يعرف بسوق الكركىّ مقداره فرسخ ويجتمع فيه الناس كلّ يوم أحد وينتابونه من كلّ مكان وأوب ويجتمع فيه أهل القرى حتّى يكاد يدانى سوق كورسره وقد غلب اسم السوق على اسم اليوم لدوامه وقولهم يوم الكركىّ حتّى أنّ كثيرا منهم إذا عدّ أيّام الجمعة قال الجمعة والسبت والكركىّ والاثنين يريد بالكركىّ الأحد، ولهم مسجد جامع حسن فسيح وفيه بيت مال الناحية