من منديله تمرّدا وطغيانا وجرءة على الله تعالى وعصيانا فأدال الله منهم بعد ما أملى لهم وحلم عنهم فهى كالعليلة فى وقتنا هذا قياسا الى ما كانت عليه وبه من العمارة وكثرة التجارات بالسيّارة، وهى مدينة خصة وأسعارها رخيصة ولها رساتيق وكور جليلة ولها جبل صعوده ونزوله نحو ثلثة فراسخ يسمّى سبلان عظيم رفيع شامخ مطلّ عليها من غربيّها لا تفارقه الثلوج صيفا ولا شتاء، وهى مدينة لها أنهار جارية وأبآرها طيّبة عذبة وأكثر الأوقات خبزها بالعدد خمسون رغيفا بدرهم ولحمها بمنّها منا ونصف بدرهم والعسل والسمن والجوز والزبيب وجميع المآكل رخيصة كالمجّان وأكثر البلدان «9» المشار اليها بالرخص دونها فى رطوبة الحال من وجود سائر المطلوبات، (5) ويلى اردبيل فى الكبر المراغة وكانت فى قديم الأيّام المعسكر ودار الإمارة وخزانة دواوين الناحية بها فنقل أبو القسم يوسف بن الداوداذ بن الداودشت ذلك الى اردبيل لتوسّطه لجميع البلد على أنّ المراغة مدينة نزهة كثيرة البساتين والأنهار والمياه والفواكه الحسنة والخيرات والغلّات من جميع الجهات الى كثرة الرساتيق والزروع ووفور الحظّ من جميع ما تشتمل عليه الأمصار مضاف الى ذلك سيادة «16» رجالها وكثرة تنّائها ومشايخها، وبقرية من قراها تعرف باردهر بطّيخ ينسب اليها ويقال له الاردهرىّ «18» مستطيل الخلق قبيح المنظر غاية فى الحلاوة وطيب الطعم «19» يضاهى بطّيخ خراسان الموصوف، وكان على المراغة سور خرّبه يوسف بن أبى الساج فى نحو ما خرّب السلّار سور اردبيل، [وتبريز «21» مدينة حسنة عامرة منغصّة بالخلق كثيرة الخيرات فيها الأسواق الكثيرة والبيع