وأسعارهم رخيصة وبها خصب، ونقودهم القندهاريّات كلّ درهم منها خمسة دراهم ولهم درهم يقال له الطاطرىّ فى الدرهم درهم وثمن ويتعاملون بالدنانير [أيضا] «3» ، وزيّهم كزىّ أهل العراق غير أنّ زىّ ملوكهم يقارب زىّ ملوك الهند فى الشعور والقراطق، (6) والملتان «5» مدينة نحو المنصورة فى الكبر وتسمّى فرج «21» بيت الذهب وبها الصنم الأعظم للهند الذي تحجّ اليه من أقاصى بلدانها وسائر أصقاعها وتعظّمه «7» ويتقرّب الى هذا الصنم [91 ظ] فى كلّ سنة بمال عظيم فينفق على بيت الصنم وعلى سدنته والمعتفكين عليه منهم وسميّت الملتان باسم الصنم والصنم اسمه الملتان، ومكان هذا الصنم فى قصر مبنىّ فى أعمر موضع بسوق الملتان بين سوق العاجيّين وصفّ الصفّارين وفى وسط هذا القصر قبّة والصنم فيها ومن حوالى القبّة بيوت يسكنها خدم هذا الصنم ومن اعتكف عليه وليس بالملتان من الهند والسند الذين يعبدون الأوثان غير هؤلاء السدنة الذين يحوزهم هذا القصر مع هذا الصنم، وهذا الصنم صورة على خلقة الإنسان مربّع «15» على كرسىّ من جصّ وآجرّ وقد ألبس الصنم جلدا يشبه السختيان أحمر فلا يتبيّن من جسده شىء إلّا عيناه فمنهم من يزعم أنّ بدنه خشب ومنهم من يدفع ذلك غير أنّه لا يترك بدنه «17» ينكشف وعيناه جوهرتان وعلى رأسه إكليل من ذهب مرتفع على ذلك الكرسىّ وقد مدّ ذراعيه على ركبتيه وقد فرق أصابع يديه كمن يحسب أربعة، وعامّة ما يحمل الى هذا الصنم من المال يأخذه القرشىّ الهبّارىّ «20» أمير الملتان وينفق