ومن كان خاصّة من أهل جرومهم رأى تفضيل أبى علىّ بن عبد الوهّاب الجبّائىّ على الجميع واليه ينحون وبه يأتمّون، وأهل الصرود من أهل شيراز واصطخر وفسا فالغالب عليهم مذاهب الحشو وفى الفتيا مذاهب أهل الحديث، وبفارس اليهود والنصارى والمجوس وليس فيهم صابئ ولا سامرىّ وأكثر أهل الملل فيهم المجوس واليهود أقلّ من النصارى وليس المجوس بدار أكثر منهم بفارس لأنّ بها كانت دار مملكتهم وأديانهم وكتبهم وبيوت نيرانهم يتوارثون ذلك فى أيديهم الى وقتنا هذا، (26) وبفارس سنّة جميلة وعادة فيما بينهم وفضيلة من تفضيل أهل البيوتات القديمة وإكرام أهل النعم الأزليّة وفيها بيوت يتوارثون فيما بينهم أعمال الدواوين على قديم أيّامهم الى يومنا هذا منهم آل حبيب وكان مشايخهم مدركا وأحمد والفضل بنو حبيب وأصلهم من كام فيروز ومنشأهم شيراز قطنوها وتقلّدوا الأعمال الجليلة الشريفة، وكان المأمون استدعى مدرك بن حبيب للحساب وغيره من وجوه الخدمة وحظى «13» عنده وقرأ عليه فمات ببغداذ أيّام المعتصم واتّهم يحيى بن أكثم به، وآل أبى صفيّة من موالى «15» باهلة منهم يحيى وعبد الرحمن وعبد الله بنو محمّد بن اسماعيل ناقلة توطّنوا بها، وآل المرزبان بن زاذبه «16» اليهم فى الأعمال وكان الحسن بن المرزبان بندارا «17» لمحمّد بن واصل ومن بعده ليعقوب بن الليث، وخدم علىّ بن المرزبان عمرو بن الليث على ديوان الاستدراك فزادت عنده منزلته لنبل كان فيه وفضل وبراعة وإخوته الحسن وسهل والفضل ومحمّد ومنصور، وشيخنا أبو منصور أحمد بن عبيد الله من ولده «20» والى يومنا هذا تجرى أعمال الدواوين بينهم، ولقيت أبا جعفر «21» بن سهل ابن المرزبان كاتب أبى الحرث بن افرغون «22» وهو حىّ الى يومنا هذا ولا