والأردية والأكسية القومسىّ والخزّ والعمائم والخفاف التى لا كسر فيها والقمص والجباب والمبطّنات ويتفاضلون فى جودة الملابس وحسن الزىّ وزيّهم «2» كزىّ أهل العراق، والغالب على أخلاق ملوكهم وخدمهم والتنّاء منهم والمخالطين للسلطان من عمّال الدواوين وغيرهم والداخلين عليهم استعمال المروءة فى أحوالهم وإقامة الوظائف والمطابخ وتحسين الموائد بالمطاعم وكثرة الطعام «6» وإحضار الحلاوى والفواكه قبل الموائد والنزاهة عمّا يقبح به الحديث من الأخلاق الدنيّة وترك المجاهرة بالفواحش والمبالغة فى تحسين دورهم [82 ب] ولباسهم وموائدهم والمنافسة فيما بينهم فى ذلك والأدب الظاهر فيما بينهم والعلم الشائع فى جميعهم، وأمّا تجّارهم فالغالب عليهم محبّة الجمع للمال والحرص فوق من سواهم من أهل الأمصار، (24) فأمّا أهل سيراف والسواحل فربّما غاب أحدهم عامّة عمره فى البحر، ولقد بلغنى أنّ رجلا من سيراف ألف «12» البحر حتّى ذكر أنّه لم يخرج من السفينة نحو أربعين سنة وكان إذا قارب البرّ أخرج صاحبه فقضى حوائجه فى كلّ مدينة ويتحوّل من سفينة الى أخرى إذا انكسرت أو احتيج الى إصلاحها، ولقد حظّوا «15» من ذلك بحظّ جزيل وهم أهل صبر على الغربة وفيهم اليسار [الظاهر حيث كانوا] ، «16» ولقد رأيت بالبصرة منهم أبا بكر أحمد بن عمر السيرافىّ فى سنة خمسين وثلثمائة وقد قدمت عليه بكتاب من يعزّ عليه فى مهمّ له فأخذ الكتاب من حيث لم ينظر الىّ فقرأه ثمّ وضعه من يده ولم يعرنى لحظ عين وسأله فى الكتاب مخاطبتى على معانيه واستعلام ما عرّض فيه من مخاطبته وما بينهما ممّا يجب وقوفه عليه من جهتى كالمستشهد بعلمى بعد تعريفه فى الكتاب صورتى ومحلّى منه، ثمّ أقبل على بعض خدمه وذكر مراكبه وحاله فوثبت