والحب العذري، أي الحب الشريف الذي ليس فيه مطلب جنسي، هو في نظر العلم كذبة حمراء وفرية ليس لها أصل، وإنما هما غريزتان: حفظ الذات بالطعام، وحفظ الجنس بالاتصال. فهل تصدّق الجائع إذا حلف لك أنه لا يريد من المائدة الملوكية إلا أن ينظر إليها ويشمّ على البعد ريحها؟ كلا، كل حبّ مصيره إلى النكاح أو السفاح.
* * *
هذا هو الحب، فصدِّقْ ما يقوله فيه المحبّون، أو صدّق ما يقوله المفكرون العالِمون. هو عند الأدباء والشعراء وعند المحبين والعشاق سلطان عَنَتْ له القلوب وذلّت له الملوك، فباعوا في سبيله التيجان، من لدن أنطونيو وكليوباترة إلى إدوارد وسمبسون (?).
والمحبوبة عندهم هي الدنيا، دينهم التوحيد في الحب، لكل شاعر عاشق «واحدةٌ» وقف عليها قلبه وأدار عليها شعره وقرن نفسه حياتَه (?) بها، فقَرَنَ التاريخُ اسمَه بعد موته باسمها،