في درك العار بسبب شهوته التي ركبت فيه، فما استقام له طريق القول.
قال: برئتُ من العربية إن كان هذا يُفهَم من كلامه. إننا نعرف "ينزل فلان" إذا كان عالياً وهبط، و"ينزل البلدَ" إذا سكنه، و"ينزل بالقوم وعليهم" إذا حَلَّ فيهم، و"ينزل من الجبل" إذا كان قد صعد فيه، و"ينزل إلى الوادي" و"ينزل على الدرج" ... ولا نعرف "نزل السلّمَ" إلا إذا أقام فيه كما يقيم المرء في المدينة! ثم إن السلم يصعد عليه من يكون على الأرض، فأين كان هذا حتى نزل على السلم؟ هل ولدته أمه على المنارة فنشأ فيها، ثم بدا له فنُصب له «سلّم العار» لينزل عليه؟
قلت: أوَلا تسمع سائر المقطوعة؟
قال: لا والله.
قلت: ولكنه ألقاها على ملأ من الأدباء والشعراء في سوق من أسواق الأدب في دمشق، كان أقامها أديبٌ من أدباء تَنوخ اسمه عز الدين بن علم الدين، فسمعوها وارتضوها وما رأينا فيهم من أنكرها عليه، ولكن أبا قيس لم يرضَها.
قال الشيخ: ومن أبو قيس؟
قلت: هو التنوخي الذي حدثتك عنه، وهذه كلها أسماؤه، وله غيرها (?).