20 - كان لظهور الدولة الأيوبية أثر كبير في إحداث تطورات إدارية رئيسية تخالف تقاليد الجهاز الإداري الفاطمي، إذ أن قدوم الأيوبيين من مشرق العالم الإسلامي حمل معه روحاً جديدة في الإدارة كان مصدرها النظم السلجوقية والزنكية والعباسية.
21 - كان قراقوش من أروع القادة وأشجعهم وكانت سياسته في القاهرة حكيمة وحازمة في إزالة الفاطميين وتضييق الخناق على بقاياهم لذلك لم يجدوا سبيلاً لمحاربته إلا بالإشاعات وتشويه السمعة حيث وضعوا عنه كتاباً أسموه "الفاشوش في أحكام قراقوش" وهي الإشاعات التي يرددها معاصرونا دون معرفة لمصدرها.
22 - شرع صلاح الدين في تحصين المدن وبناء القلاع وتنظيم الجيش لصد احتمال هجمات عليها، واهتم آنذاك ببناء قوات بحرية لأنه أدرك أن قوة الفرنج في البحر وضعفهم في البر، وأنه لابد من بناء أسطول حربي لمنع القوافل الفرنجية البحرية التي كانت تعزز الممالك الصليبية في ساحل الشام بالمؤن والسلاح والرجال كلما اشتد عليهم الضغط البري.
23 - استغرق الجهد الذي بذله صلاح الدين لتوحيد الجبهة الإسلامية 12 سنة من الكفاح المرير وأضحى بعد ذلك سيد مصر والشام والموصل وغيرها من بلاد المسلمين وقد تمكن صلاح الدين من تحقيق الوحدة أحياناً بالدبلوماسية وبالتهديد والترهيب أحياناً أخرى وبالعمل العسكري المحدود في بعض الأوقات.
24 - القاضي الفاضل العالم الكبير كان مؤثراً في دولة صلاح الدين وكان يشاوره ولا يقطع أمراً دونه ولا يخفى عنه شيئاً من أمور الجهاد، فقد كان سياسياً بارعاً وإدارياً متميزاً، ومفكراً متفوقاً، وعلماً متبحراً وأدبياً تصدر الصادرة في زمانه بقلمه السيال الذي وظفه لخدمة الإسلام والمسلمين.
25 - كان انتصار صلاح الدين في معركة حطين تاريخياً ومن أسباب ذلك الفوز الكبير، الأخذ بسنة الأسباب ومراعاة سنة التدرج في الصراع، وبعد نظره وحنكته السياسية وإخلاصه العظيم لله تعالى، والحرص على تطبيق الشريعة الإسلامية في دولته التي كان من ثمارها؛ الاستخلاف والتمكين والأمن والاستقرار والعز والشرف والنصر والفتح.
26 - لم يظهر جيل صلاح الدين من فراغ وإنما سبقته جهود علمية وتربوية على أصول منهج أهل السنة والجماعة وأصبح ذلك الجيل الذي أكرمه الله بالنصر في حطين تنطبق فيه