رسوم الدولة وعملاتها، وإضعاف عاصمة الدولة الفاطمية والاستمرار في ملاحقة بقايا التشيع في الشام ومصر .. إلخ.
15 - من العوامل التي ساعدت الأيوبيين على حركة الإحياء السني، لم يكن المذهب الشيعي الإسماعيلي راسخ القدم في الشعب المصري، وكانت المدارس السنية تعبيء الأمة على التمسك بالكتاب والسنة وتحذرها من البدع والابتداع، كما أن مصر أصبحت منطقة جذب ونشاط لعلماء السنة على اختلاف مذاهبهم، فأسهموا إسهاماً رائعاً في العودة بمصر إلى رحاب السنة وذلك عن طريق التدريس في المدارس التي أنشئت أو عن طريق الوعظ أو تأليف الكتب التي تنتصر للسنة.
16 - كان معظم العلماء الذين شاركوا الأيوبيين في جهودهم على مستوى المسئولية التي ألقيت على عاتقهم: علماً وخلقاً وديانة، كما كان الكثير منهم مشاركة في الحياة السياسية، والاجتماعية، كالقاضي الفاضل والعماد الأصفهاني، وبهاء الدين بن شداد، وشرف الدين بن أبي عصرون والعز بن عبد السلام بل كان لبعضهم مشاركة فعالة في ميادين الحرب والجهاد، كالفقيه، عيسى الهكاري وكان كثير منهم على قدر كبير من الشجاعة في مواجهة الحكام والنصح لهم، فكانوا نماذج رائعة لعامة الناس، ومن ثم فإن تأثيرهم فيهم كان قوياً مؤثراً.
17 - كانت الدولة الأيوبية في عهد صلاح الدين تعيش في سعة من الرزق وبحبوحة من العيش، ذلك لأن مواردها كثيرة، ومنابع الأرزاق فيها متنوعة وقد اهتمت الدولة بالزراعة والتجارة، والصناعات وإلغاء المكوس والاكتفاء بالموارد الشرعية.
18 - اهتم صلاح الدين بالمستشفيات وقد قام ببناء مجموعة من أشهرها، المستشفى الناصري في القاهرة وبيمارستان الإسكندرية، والصلاحي بالقدس، وغيرها، كما اهتم ببناء أماكن للصوفية، للتربية والتعليم والعبادة وقد أحسن للصّوفية، وساهموا معه في حركة الإحياء السني، وادمجوا في المشروع الجهادي ضد الصليبيين.
19 - كانت الحياة الاجتماعية في عهده تتسم بطابع الجدية والجهاد ومناهضة الفرنج ومكافحة العدو وكانت حياته الخاصة بعيدة كل البعد عن مظاهر الأبهة الفارغة الكاذبة والعظمة الزائفة والبذخ المفرط