الفصل الثاني
قيام الدولة الأيوبية
أولاً: نسب صلاح الدين: ينتمي صلاح الدين إلى عائلة كردية، كريمة الأصل، عظيمة الشرف، وتنتسب هذه العائلة إلى قبلية كردية تعد من أشراف الأكراد نسباً وعشيرة، وهذه العشيرة تعرف بالرّوادية (?)، وهي تنحدر من بلدة دوين الواقعة عند آخر حدود أذربيجان بالقرب من مدينة تفليس في أرمينية وينتسب الأيوبيون إلى أيوب بن شادي، ويعتبرهم ابن الأثير أشرف الأكراد لأنهم لم يجر على أحد منهم رق أبدا (?) كما أن والد صلاح الدين، نجم الدين أيوب، وعمه أسد الدين شيركوه، عندما قدما إلى العراق بلاد الشام لم يكونا من الرعاة وإنما كانا على درجة عالية من الخبرة في الشؤون السياسية والإدارية (?)، غير أن بعض الأيوبيين حاول أن ينكر أصلهم الكردي والألتصاق بالدم العربي عامة، وبنسل بني أمية خاصة (?) ومهما كان أصل البيت الأيوبي، فإن ظهورهم على مسرح الأحداث في المشرق الإسلامي وضع منذ القرن السادس الهجري/الثاني عشر الميلادي حين تولى شادي، جدهم الأكبر، بعض الوظائف الإدارية في قعلة تكريت، التي كانت إقطاعاً لبهروز الخادم أحد أمراء السلطان السلجوقي محمد بن ملكشاه (?) وكانت تكريت، الواقعة على الضفة اليمنى لنهر دجلة شمالي