صلاح البيوت (صفحة 72)

وعن أنس أن أم سليم قالت: يا رسول الله! أنس خادمك، ادع الله له، فقال: " اللهم أكثر ماله وولده ". رواه البخاري.

وفي رواية له: " اللهم ارزقه مالا وولدا وبارك له فيه ".

يقول أنس: فإني لمن أكثر الأنصار مالاً، وحدثتني ابنتي أمينة أنه دفن من صلبي إلي مقدم الحجاج البصرة تسعة وعشرون ومائة .. وكان له بستان يحمل في السنة الفاكهة مرتين وكان فيها ريحان يجيء، منه ريح المسك. (?)

انظر إلي هذه المرأة العاقلة التي خدمت دين الله عز وجل .. فبخدمة أنس لرسول الله خدمة لدين الله تعالي، وما غفلت أن، تطلب الدعاء من رسول الله لأنس، فدعا له فنال خيري الدنيا والآخرة .. وما تركت الغزو مع رسول الله في صحبة زوجها أبو طلحة .. ولقد وجدت لها شبيهة في بني إسرائيل، فعن القاسم بن محمد، قال: هلكت امرأة لي، فأتاني محمد بن كعب القرظي يعزيني فيها، فقال: إنه قد كان في بني إسرائيل رجل فقيه عالم، عابد مجتهد، وكانت له امرأ ة، وكان بها معجبا ولها محبا، فماتت فوجد عليها وجدا شديدا، وألقي عليها أسفا حتى خلى في بيت، وأغلق على نفسه، واحتجب عن الناس، فلم يكن يدخل عليه أحد، وإن امرأة سمعت به، فجاءته، فقالت: إن لي إليه حاجة استفتيه فيها ليس يجزيني إلا أن أشافهه بها، فذهب الناس، ولزمت الباب، فأخبر، فأذن لها، فقالت: إني جئتك أستفتيك في أمر، قال: وما هو؟ قالت: إني استعرت من جارة لي حُليا فكنت ألبسه وأعيره زمانا، ثم إنهم أرسلوا إليًَ فيه أفأرده إليهم؟ فقال: نعم والله، قالت: إنه مكث عندي زمانا، فقال: ذلك أحق لردك إياه حين أعار وكوه زمانا، فقالت له: يرحمك الله! فأتأسف علي ما أعارك الله! ثم أخذه منك وهو أحق به منك؟! فأبصر ما كان فيه ونفعه الله بقولها. رواه مالك في الموطأ

طور بواسطة نورين ميديا © 2015