صلاح البيوت (صفحة 279)

وقال أبو السعود: الجلباب ثوب أوسع من الخمار، ودون الرداء، تلويه المرأة على رأسها وتبقى منه ما ترسله على صدرها. ومعنى الآية: أن يغطين بها وجوههن وأيديهن إذا برزن لداعية من الدواعي.

وقال أبو بكر الرازي (الجصاص): وفي هذه الآية {يُدْنِينَ عَلَيْهِنّ مِن جَلاَبِيبِهِنّ}، دلالة علي أن المرأة الشابة مأمورة بستر وجهها عن الأجنبيين وإظهار الستر والعفاف عند الخروج لئلا يطمع فيهن أهل الريب.

وفي تفسير الجلالين: الجلابيب جمع جلباب وهي الملاءة التي تشتمل بها المرأة.

- س: هل الأمر بالحجاب خاص بأزواج النبي أم هو عام؟

ج: الآيات الكريمة وردت فى شأن بيوت النبي - صلى الله عليه وسلم - خاصة تعظيما لرسول الله - صلى الله عليه وسلم - وتكريما لشأنه، ولكن الأحكام التي فيها عامة تعم جميع المؤمنين، لأنها آداب اجتماعية، وإرشادات إلهية يستوي فيها جميع الناس، فالأمر بعدم الاختلاط بالنساء، وبسؤالهن من وراء حجاب ليس قاصراً على أزواج الرسول - صلى الله عليه وسلم -، ولكنه عام يشمل جميع نساء المؤمنين، فإذا كان نساء الرسول - صلى الله عليه وسلم - لا يجوز الاختلاط بهن ولا النظر إليهن، مع أنهن أمهات المؤمنين، يحرم الزواج بهن، ولا يجوز سؤالهن إلا من وراء حجاب، فلا شك أن الاختلاط بغيرهن من النساء، أو التحدث إليهن بدون حجاب يكون حراما من باب أولى: لأن الفتنة بالنساء محققة، بل إن أمر الحجاب ليس خاصا بأزواج الرسول - صلى الله عليه وسلم -، بل هو عام لجميع

طور بواسطة نورين ميديا © 2015