صلاح البيوت (صفحة 138)

فبعثت خديجة للنبي - صلى الله عليه وسلم - وأخبرته بإرادتها للزواج منه، وتزوجته - صلى الله عليه وسلم -. . فلما بلغ سن الأربعين حٌبب إليه الخلاء، فكان - صلى الله عليه وسلم - يخلو بغار حراء فيتحنث فيه - وهو التعبد الليالي ذوات العدد قبل أن ينزع إلى أهله ويتزود لذلك ثم يرجع إلى خديجة، فيتزود لمثلها ... حتى جاءه الحق وهو في غار حراء .. فجاءه الملك فقال: أقرأ فقال: ما أنا بقارئ. قال: فأخذني فغطني الثانية حتى بلغ منى الجهد ثم أرسلني. فقال: أقرأ فقلت: ما أنا بقارئ، فأخذني فغطني الثالثة، حتى بلغ منى الجهد. ثم أرسلني فقال: {اقْرَأْ بِاسْمِ رَبّكَ الّذِي خَلَقَ * خَلَقَ الإِنسَانَ مِنْ عَلَقٍ * اقْرَأْ وَرَبّكَ الأكْرَمُ* الّذِى عَلّمَ بِالْقَلَمِ * عَلّمَ الإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ} (?)

فرجع رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يرجف فؤاده، فدخل على خديجة بنت خويلد فقال: زملونى .. زملونى .. فزملوه حتى ذهب عنه الروع .. فقال لخديجة وأخبرها الخبر لقد خشيت على نفسي. فقالت خديجة: كلا والله، لا يخزيك الله أبدا .. إنك لتصل الرحم .. وتقرى الضيف، وتحمل الكَلَّ وُتكسب المعدوم، وُتعين علي نوائب الحق .. فانطلقت به خديجة حتى أتت ورقة بن نوفل - ابن عم خديجة وكان امرءاً قد تنصر في الجاهلية ... وكان يكتب الكتاب العبراني، فيكتب من الإنجيل بالعبرانية ما شاء الله أن يكتب ... وكان شيخاً كبيراً قد عمى. فقالت له خديجة: يا بن عم! أسمع من ابن أخيك. فقال له (ورقة): يا بن أخي ماذا ترى؟ فأخبره رسول الله - صلى الله عليه وسلم - خبر ما رأى. فقال له ورقة: هذا الناموس الذي كان ينزل على "موسى " يا ليتني فيها جذعاً، ليتني أكون حياً إذ يخرجك قومك فقال رسول الله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015