أزال أسمع الورع الصافي من قبلكم .. ! ويروى أن أحمد رحمه الله ـ بكى وقال: من بيتكم يخرج الورع الصادق .. لا تغزلي في شعاعها. (?)
- يقول ابن الجوزي:
بلغني أنه كان ببغداد رجل بزاز له ثروة، فبينما هو في حانوته أقبلت إليه صبية، فالتمست منه شيئا تشتريه، فبينما هي تحادثه كشفت وجهها في خلال ذلك فتحير، وقال: قد تحيرت والله مما رأيت! فقالت: ما جئت لأشتري شيئا، إنما لي أيام أتردد إلي السوق ليقع بقلبي رجل أتزوجه، وقد وقعت أنت بقلبي ولي مال، فهل لك بالتزوج بي؟ فقال لها: لي ابنة عم، وهي زوجتي وقد عاهدتها ألا أغيرها، ولي منها ولد، فقالت: قد رضيت أن تجئ إلي في الأسبوع نوبتين، فرضي، وقام معها، فعقد العقد، ومضي إلي منزلها فدخل بها.
ثم ذهب إلي منزله، فقال لزوجته: إن بعض أصدقائي قد سألني أن أكون الليلة عنده، ومضي فبات عندها .. وكان يمضي كل يوم الظهر إليها .. فبقي علي ذلك ثمانية أشهر .. فأنكرت ابنة عمه أحواله، فقالت لجارية لها: إذا خرج فانظري أين يمضي؟ فتبعته الجارية، فجاء إلي الدكان، فلما جاء الظهر قام، وتبعته الجارية، وهو لا يدري، إلي أن دخل البيت تلك المرأة، فجاءت الجارية إلي الجيران، فسألتهم لمن هذه الدار، فقالوا: لصبية قد تزوجت برجل تاجر