صلاح البيوت (صفحة 101)

حيث أنها لم تقبل الذهب مع أنه ملكها ورثته، كما أشارت إلي ذلك في قولها " ما ورثناه إلا علي أنه صفر " .. ودلت علي ورع الرجل أيضا.

وهذه القصة شبيه جدا بما حدث فيمن كان قبلنا، كما في الحديث المتفق عليه، عن أبي هريرة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: " اشترى رجل من رجل عقاراً، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب، فقال له الذي اشترى العقار: خذ ذهبك، إنما اشتريت منك الأرض ولم اشتر الذهب، قال الذي له الأرض: إنما بعتك الأرض وما فيها، فتحاكما إلى رجل، فقال الذي تحاكما إليه: ألكم ولد؟ قال أحدهما: لي غلام، وقال الآخر: لي جارية. قال: أنكحا الغلام الجارية وأنفقا علي أنفسكما منه وتصدقا ". (?)

وعندما كنت أقرأ هذا الحديث، أقول في نفسي هذا الخبر يحكيه لنا النبي - صلى الله عليه وسلم - عمن كان قبلنا .. أليس في أمتنا (خير أمة أخرجت الناس) مثل هذه الصفات التي وجدت في هذان الرجلان، فعندما قرأت هذه القصة يعلم الله - عز وجل - كم ملء قلبي من الفرحة، أن وجدت في أمة محمد - صلى الله عليه وسلم - من يفعل هذا الفعل.

- أخت بشر الحافي (رحمها الله):

يروى أن أخت بشر الحافي ذهبت إلى الإمام أحمد فقالت: إنا قوم نغزل بالليل ومعاشنا منه، وربما يمر بنا مشاعل الظاهرية ـ حرس بني ظاهر ولاة بغداد ـ ونحن علي السطح فنغزل في ضوئها الطاقة والطاقتين، أفتحله لنا أم تحرمه؟! فقال لها: من أنت؟ قالت: أخت بشر .. فقال: آه، يا آل بشر لا عدمتكم .. لا

طور بواسطة نورين ميديا © 2015