صفوه التفاسير (صفحة 983)

لِّيَرْبُوَاْ فِي أَمْوَالِ الناس فَلاَ يَرْبُواْ عِندَ الله} أي وما أعطيتم من أموالكم يا معشر الأغنياء على وجه الربا ليزيد مالكم ويكثر به، فلا يزيد ولا يزكو ولا يضاعف عند الله لأنه كسبٌ خبيثٌ لا يبارك الله فيه قال الزمخشري: هذه الآية كقوله تعالى

{يَمْحَقُ الله الربا وَيُرْبِي الصدقات} [البقرة: 276] سواءً بسواء {وَمَآ آتَيْتُمْ مِّن زَكَاةٍ تُرِيدُونَ وَجْهَ الله} أي وما أعطيتم من صدقةٍ أو إِحسان خالصاً لوجه الله الكريم {فأولئك هُمُ المضعفون} أي فأولئك هم الذين لهم الضعف من الأجر والثواب، الذين تضاعف لهم الحسنات {الله الذي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ} أي الله جل وعلا هو الخالق الرازق للعباد، يُخرج الإِنسان من بطن أمه عُرياناً لا علم له ولا سمع ولا بصر، ثم يرزقه بعد ذلك المال والمتاع والأملاك {ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ} أي ثم يميتكم بعد هذه الحياة، ثم يحييكم يوم القيامة، ليجازيكم على أعمالكم {هَلْ مِن شُرَكَآئِكُمْ مَّن يَفْعَلُ مِن ذلكم مِّن شَيْءٍ} ؟ أي هل يستطيع أحد ممن تعبدونهم من دون الله أن يفعل شيئاً من ذلك؟ بل الله تعالى هو المستقل بالخلق والرزق والإِحياء والإِماتة {سُبْحَانَهُ وتعالى عَمَّا يُشْرِكُونَ} أي تنزَّه جل وعلا وتقدس ع ن ان يكون له شريك أو مثيل وتعالى عما يقول المشركون علواً كبيراً.

البَلاَغَة: تضمنت الآيات الكريمة وجوهاً من البيان والبديع نوجزها فيما يلي:

1 - الطباق بين قوله {خَوْفاً. . وَطَمَعاً} وبين {يَبْسُطُ. . وَيَقْدِرُ} وبين {يُمِيتُكُمْ. . يُحْيِيكُمْ} وبين {يَبْدَؤُاْ. . ويُعِيدُ} .

2 - جناس الاشتقاق {دَعَاكُمْ دَعْوَةً} {فِطْرَتَ الله التي فَطَرَ} .

3 - المقابلة بين قوله {وَإِذَآ أَذَقْنَا الناس رَحْمَةً فَرِحُواْ بِهَا} وبين {وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} .

4 - المجاز المرسل {فَأَقِمْ وَجْهَكَ} أطلق الجزء وأراد الكل أي توجه إلى الله بكليتك.

5 - السجع المرصَّع كأنه الدرُّ المنظوم مثل {الله الذي خَلَقَكُمْ ثُمَّ رَزَقَكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يُحْيِيكُمْ. .} الخ.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015