صفوه التفاسير (صفحة 679)

يَجْحَدُونَ} الاستفهام للإِنكار أي أيشركون معه غيره وهو المنعم المتفضل عليهم؟ {والله جَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجاً} أي هو تعالى بقدرته خلق النساء من جنسكم وشكلكم ليحصل الائتلاف والمودة والرحمة بينكم {وَجَعَلَ لَكُمْ مِّنْ أَزْوَاجِكُم بَنِينَ وَحَفَدَةً} أي جعل لكم من هؤلاء الزوجات الأولاد وأولاد الأولاد، سمّوا حفدة لأنهم يخدمون أجدادهم ويسارعون في طاعتهم {وَرَزَقَكُم مِّنَ الطيبات} أي رزقكم من أنواع اللذائذ من الثمار والحبوب والحيوان {أفبالباطل يُؤْمِنُونَ وَبِنِعْمَتِ الله هُمْ يَكْفُرُونَ} أي أبعد تحقق ما ذُكر من نعم الله يؤمنون بالأوثان ويكفرون بالرحمن؟ وهو استفهام للتوبيخ والتقريع {وَيَعْبُدُونَ مِن دُونِ الله مَا لاَ يَمْلِكُ لَهُمْ رِزْقاً مِّنَ السماوات والأرض شَيْئاً} أي ويعبد هؤلاء المشركون أوثاناً لا تقدر على إِنزال مطر، ولا على إِخراج زرعٍ أو شجر، ولا تقدر أن ترزقهم قليلاً أو كثيراً {وَلاَ يَسْتَطِيعُونَ} أي ليس لها ذلك ولا تقدر عليه لو أرادت {فَلاَ تَضْرِبُواْ لِلَّهِ الأمثال إِنَّ الله يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لاَ تَعْلَمُونَ} أي يعلم كل الحقائق، وأنتم لا تعلمون قدر عظمة الخالق.

البَلاَغَة: تضمنت الآيات الكريمة من صنوف البيان والبديع ما يلي:

1 - الالتفات من التكلم إلى الغيبة إلى المتكلم {فَإيَّايَ فارهبون} لتربية المهابة والرهبة في القلوب مع إفادة القصر أي لا تخافوا غيري.

2 - الطباق في {يَسْتَقْدِمُونَ ... يَسْتَأْخِرُونَ} وفي {فَأَحْيَا بِهِ الأرض بَعْدَ مَوْتِهَآ} وفي {يُؤْمِنُونَ ... ويَكْفُرُونَ} .

3 - الجناس الناقص بين {كُلِي مِن كُلِّ} .

4 - الاعتراض {وَيَجْعَلُونَ لِلَّهِ البنات - سبحانه - وَلَهُمْ مَّا يَشْتَهُونَ} فلفظة (سبحانه) معترضة لتعجيب الخلق من هذا الجهل القبيح.

5 - صيغة المبالغة في {العزيز الحكيم} و {عَلِيمٌ قَدِيرٌ} .

6 - السجع {يَعْقِلُونَ، يَعْرِشُونَ، يَجْحَدُونَ، يَكْفُرُونَ} .

7 - التهديد والوعيد {فَتَمَتَّعُواْ فَسَوْفَ تَعْلَمُونَ} .

8 - قوله تعالى {وَتَصِفُ أَلْسِنَتُهُمُ الكذب} قال الشهاب: هذا من بليغ الكلام وبديعه أي ألسنتهم كاذبة كقولهم {عينُها تصفُ السحر} أي ساحرة، وقدُّها يصف الهيف أي هيفاء.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015