لا يعجل في إتلاف النفوس، يجير الخائف، ويغيث الملهوف، حامي دين الله بحد السيوف، مجاهد مرابط، فهو لدين الله ضابط، يملك سائر الثغور، مؤيد منصور، ناصر طاهر، كامل وافر، رأيه سعيد، فعله رشيد ورأيه سديد، إذا وعد وفا، قليل الجفاء، لا يقرب السفهاء ولا الفساق، خشية من سخط الخلاق، قليل الخطاء، كثير العطاء، تاج الملوك، مليح السلوك، فهو لله مملوك، كثير التواضع والسماح، خصائله كلها ملاح، وقد وهبه الله النصرة والنجاح والعفة والصلاح.

وضد ذلك المسلوب الذوق الأحمق من الملوك

لا يفهم للملكة سلوك، يتبع خطوات الشيطان، يستعمل أظلم العمال، لأجل جمع المال، فيخرب البلاد، ويهلك العباد، وتصير بذلك أمراؤه جائعين ومماليكه ضائعين، فما بال حال البائس الفقير المسكين، تعطلت صناعته، وكسدت بضاعته، فلا أمير فرحان بإمارته، ولا تاجر يربح في تجارته. يؤمر اللؤماء على الكرماء، ويهين الفقراء ويزدري العلماء، أيامه ظلام، على جميع الأنام، فيصير القدر مهان، وكأن الخلق في زمن عبد الملك بن مروان، إذ ولى الحجاج، كم لها من هاج، في ذلك المنهاج، لما فعله بالمسلمين، (ألا لَعنَةُ اللهِ عَلى الظالِمِين) . جبار عنيد، كأنه الوليد، وأعظم من ذلك في الظلم

طور بواسطة نورين ميديا © 2015