ثمانون فرسخاً وفيها من جميع قبائل مهرة وبها نحو عشرة آلاف مقاتل وهم نصارى، ويذكرون أن قوماً من بلد الروم طرحهم بها كسرى، ثم نزلت بهم قبائل من مهرة فساكنوهم وتنصر معهم بعضهم وبها نخل كثير ويسقط إليها العنبر وبها دم الأخوين وهو الأيدع والصَّبر الكثير، وأما أهل عدن فيقولون إنه لم يدخلها من الروم أحد ولكن أهلها الرهابنة، ثم فنوا وسكنها مهرة وقوم من الشرُّاة، وظهرت فيها دعوة الإسلام، ثم كثر بها الشراة فعدوا على من بها من المسلمين فقتلوهم غير عشرة أناسية وبها مسجد بموضع يقال له السوق.
عدن جنوبية تهامية وهي أقدم أسواق العرب وهي ساحل يحيط به جبل لم يكن فيه طريق فقطع في الجبل باب بزبر الحديد، وصار لها طريقاً إلى البر، ودربا وموردها ماء يقال له الحيق أحساء في رمل في جانب فلاة إرم وبها في ذاتها بؤور ملح وشروب وسكنها المربون والحماحميون والملاحيون والمربون يقولون إنهم من ولد هارون، ومن أهل عدن ابن مناذر الشاعر وابن أبي عمر المحدث. ولحج بها الأصابح وهم ولد أصبح بن عمرو بن حارث ذي اصبح بن مالك بن زيد بن الغوث ابن سعد بن عوف بن عدي بن مالك بن زيد بن سدد بن زرعة وهو حمير الأصغر.
وأبين وبها مدينة خنفر والرواغ وبها بنو عامر من كندة قبيلة عزيزة.
وموزع، والشِّقاق والمندب وهما لبني مجيد بن حيدان بن عمرو بن الحاف، وفرسان قبيلة من تغلب وكانوا قديماً نصارى ولهم كنائس في جزائر الفرسان قد خربت وفيهم بأس، قد يحاربهم بنو مجيد ويعملون التجارة إلى بلاد الحبش ولهم في السَّنة سفرة، فينضم إليهم كثير من الناس ونسَّاب حمير يقولون إنهم من حمير. والحصيب وهي قرية زبيد وهي للأشعريين، وقد خالطهم بآخرة بنو واقد من ثقيف، وقرى بواديها حيس وهي للرّكب من الأشعر، والقحمة للأشاعرة