واتصلت مملكة الإشبانيين بعده إلى أن ملك منهم الأندلس خمسة وخمسون ملكاً.
وكانت بطالقة آثار وعجائب غريبة؛ فمن ذلك صورة جاريةٍ من مرمر لم تسمع في الأخبار، ولا روى في الآثار، صورة أبدع منها في قالب جارية، كاملة القد، حسنة الجسم، جميلة الوجه، صور كل عضوٍ من أعضائها، وكل جاريةٍ، كاملة القد، حسنة الجسم، جميلة الوجه، صور كل عضوٍ من أعضائها، وكل جارحةٍ من جوارحها على أتم ما يكون، وأفضل ما يستحسن في جوارح المرأة حضنها صورة صبيٍ على مثلٍ من الحكمة والإتقان، وقد صورت حية تصعد من قدمها كأنها تريد نهش الصبي، فنظرها بين مصعد الحية ومكان الطفل كالمشفقة الحذرة يتبين ذلك في التقائها، ولو وقف الناظر لتأملها عامة نهاره لم يسأم ذلك ولا مله، لدقيق صنعتها وغريب حكمتها؛ وهذه الصورة موضوعة في بعض حمامات إشبيلية، وقد تعشقها جماعة من العوام، وشغف بها أناس من الطغام؛ فتعطلت أشغالهم، وانقطعت متاجرهم بالنظر إليها.
لا أدري أهي طلبيرة بزيادة لام أو غيرها، فإن كانت هي فهي مذكورة بعد.
بالأندلس، كانت مستقر العمال والقواد بالثغور، وكان أبو عثمان عبيد الله بن عثمان المعروف بصاحب الأرض اختارها محلاً، وآثرها على مدن الثغور منزلاً؛ وكانت ترد عليه عشر مدينة أربونة وبرشلونة، ثم عادت طرسونة من بنات تطلية عند تكاثر الناس بتطيلة، وإيثارهم لها، لفضل بقعتها، واتساع خطتها، وبينهما اثنا عشر ميلاً.