ويعلقون عليها الأمل، ويُنيطون بها اليقين أكثر من يقينهم بالله، والتوكل عليه ... لذلك أصابهم ما أصابهم.

ومع كل هذه الأدلة الْبَيِّنَةِ، والبراهين الساطعة، لا تكاد تسمع لهذا المفهوم في منهج أهل زماننا رِكْزًا، ولا تحس أحدًا منهم يتكلم عنه إلا همسًا، بل المتكلم عنه -عندهم- متهم .. مثبط .. عميل ..

وإذا شاكتهم شوكة، قالوا:

((أعداؤنا زرعوها لنا في الطريق))! !

وإذا خسروا معركة، قالوا: ((دَبَّرَهَا أعداء الله))! !

وإذا قَصَّرَ الأطباءُ في المستشفى، قالوا: ((الماسونية وراء ذلك))! !

وإذا سقطت عمارة قالوا: ((الاستعمار خطط لذلك))! !

ولا يعني هذا أبدًا أن الكفار لا يخططون، وللإسلام لا يكيدون، بل كل ذلك حاصل منهم، على قَدْرٍ عظيم من المكر الخبيث، والتخطيط المستمر، ولكن قدرة الله أعظم، ومكره بهم أعم وأشمل.

قال تعالى: {وَمَا كَيْدُ الْكَافِرِينَ إِلَّا فِي ضَلَالٍ} [غافر: 25].

أي: في هَدْرٍ، وضياع .. وفشل، وتباب.

وقال تعالى: {ذَلِكُمْ وَأَنَّ اللَّهَ مُوهِنُ كَيْدِ الْكَافِرِينَ} [الأنفال: 18].

إذا كان المؤمنون يستحقون ذلك.

بل إنك لتعجب كل العجب حين تسمعهم يُسَوِّغُونَ خسرانَهم معركة بأن الأعداء أوقفوا عنهم الإمداد (?)! !

طور بواسطة نورين ميديا © 2015