ولهذا؛ فإن إلقاء تبعة كل ما يحصل بالمسلمين على الكفار إنما هو من سوء الظن بالله - عز وجل -.
قال ابن القيم في ((الزاد)) (3/ 235):
((فَلْيَعْتَنِ اللبيبُ الناصحُ لنفسه بهذا الموضوع، وَلْيَتُبْ إلى الله تعالى، وليستغفره كُلَّ وقت من ظنه بربه ظن السوء، وليظن السوء بنفسه التي هي مأوى كل سوء، ومنبع كل شر، المركَّبة على الجهل والظلم، فهي أولى بظن السوء من أحكم الحاكمين، وأفعاله كذلك، كلها حكمة، ومصلحة، ورحمة، وعدل)).
قال سيد في ظلال هذه الآية (1/ 490):
((ومن الظن غير الحق بالله أن يتصوروا أنه سبحانه مضيعهم في هذه المعركة التي ليس لهم من أمرها شيء، والله لا ينصرهم، ولا ينقذهم، إنما يدعهم فريسة لأعدائهم)).
وهو القائل سبحانه:
{وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا} [النساء: 122].
{وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُعْجِزَهُ مِنْ شَيْءٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَلَا فِي الْأَرْضِ} [فاطر: 44].
وقال سبحانه: {وَلَا يَحْسَبَنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا سَبَقُوا إِنَّهُمْ لَا يُعْجِزُونَ} [الأنفال: 59].
قال سيد رحمه الله في ((الظلال)) (3/ 1543):