المفهوم الأول:
كل ما أصابنا فبما كسبت أيدينا
اعلم -رحمنا الله وإياك- أن كلَّ ما أصابنا، وما يصيبنا، وما سيصيبنا من مصائب، وكوارث، وفقر، وجوع، وذل، وظلم، وهزائم، وسجون، وقهر، واحتلال، ونهب لأموالنا، وهدم لديارنا، وفشل في رَدِّ كيد أعدائنا، إنما هو كُلُّهُ بما كسبت أيدينا، ومن تقصيرنا في حق ربنا، ومن إعراضنا عن العمل بشريعة ديننا.
قال تعالى:
{وَمَا أَصَابَكُمْ مِنْ مُصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ ... } [الشورى: 30].
{وَمَا أَصَابَكَ مِنْ سَيِّئَةٍ فَمِنْ نَفْسِكَ} [النساء: 79].
قال جمهور السلف: ((من نفسك: بذنبك)).
وقال قتادة: ((عقوبة لك يا ابن آدم بذنبك)) (?).
ومجيء ((مصيبة)) و ((سيئة)) نكرة في سياق النفي تفيد عموم المعصية، وعموم السيئة، بلا استثناء، صغيرةً كانت أو كبيرة، خارجيًّا كان مصدرها أو داخليًّا.