تسويته بين الكون الحادث وبين الخالق الأزلي. وحينما نطالبه بعلة وجود الحادث وهو الكون فليس من حقه المنطقي أن يطالبنا بعلة وجود الله الأزلي.

وليس من حق الملحد أن ينكر الوجود الأزلي كله ما دام الواقع يكذبه، والبراهين العلمية تهزأ به، لأنه لو لم يكن في الوجود موجود أزلي لاستحال أن يوجد شيء في هذا الكون، لأن الافتراض على هذا يقوم على أساس العدم المطلق.

وهل يتحول العدم المطلق بنفسه إلى وجود؟

هذا من المستحيلات البدهية، ولا يقبله عقل فيه مثقال ذرة من تفكير منطقي سليم.

إن هذا الكون الذي نحن جزء منه موجود حادث ذو بداية، وكل ذي بداية لا بد له من علة كانت السبب في وجوده، وإيجاده قد كان عملية من عمليات الخلق، وعملية الخلق إنما تتم بخالق قادر، وهذا الخالق القادر لا بد أن يكون أزلياً، ولا بد أن يكون متحلياً بالكمال المطلق، هذه هي عقيدة المؤمنين بالله.

وهكذا وضحت لنا مغالطات العظم في هذا المجال.

فأين الأمانة الفكرية التي يغار عليها؟

هل هذا هو المنهج العلمي المتقدم؟ أفي المناهج العلمية المتقدمة بناء الأحكام على المغالطات والأكاذيب؟

ولكن ماذا يفعل المبطلون غير هذا لدعم باطلهم؟

(3)

جنّد الناقد (د. العظم) كل ما لديه ولدى سادته من أفكار ومغالطات، ليثبت وجود التناقض بين الدين والعلم، وليعتبر هذا التناقض حقيقة مقررة، بغية التوصل من ذلك إلى إنكار الدين كله، باعتباره مناقضاً للعمل حسب فريته القائمة على المغالطات والتمويهات.

قال في الصفحة (25) من كتابه:

طور بواسطة نورين ميديا © 2015