ويومئذ لا تنفعهم أحزابهم، ولا أئمة الشر الذين كانوا يزينون لهم الكفر بالله وجحود آياته.
لست أدري ما هي الثمرة التي يستفيدونها في حياتهم من إنكارهم لخالقهم، حتى يدفعوا بأنفسهم إلى موقع خطر كبير جسيم، يعرِّضون فيه أنفسهم لشقاء أبدي وعذاب لا ينقطع؟
إن إلحادهم لا يفيدهم شيئاً في حياتهم الدنيا، وما هو إلا مذهب عنادي، فليتحملوا إذن جريرة عنادهم.
(2)
الحجة الشيطانية ودفعها
أخذ (د. العظم) يردد الحجة الشيطانية القديمة التي تقول في آخر سلسلة التساؤل: ومن خلق الله؟ ثم اختار لنفسه سبيل التسليم بقدم المادة وأزليتها.
وقد حدثنا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن هذه الوسوسة الشيطانية، روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"يأتي الشيطان أحدكم فيقول من خلق كذا؟ من خلق كذا؟ حتى يقول من خلق ربك؟ فإذا بلغه فليستعذ باللهِ ولينته".
وهذه الوسوسة الشيطانية تنطلق على ألسنة الناس بغية التضليل بها، وقد ذكر الرسول - صلى الله عليه وسلم - هذه الحقيقة أيضاً:
روى البخاري ومسلم عن أبي هريرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -:
"لا يزال الناس يتساءلون حتى يقال: هذا خلق الله الخلق، فمن خلق الله؟ فمن وجد من ذلك شيئاً فليقل: آمنت بالله ورسله".
أما كلام (د. العظم) حول هذه الحجة الشيطانية القديمة فلا يزيد في مضمونه عن مثل هذا التساؤل، مع الاعتراف بالعجز عن تقديم جواب مقنع حول ادعائه أزلية هذا الكون بالنسبة إلى مادته الأولى، ولا يفوته أن يقذف بلهيب حقده