"كان الدين في أوروبا حليف التنظيم الإقطاعي للعلاقات الاجتماعية، ولا يزال على هذه الحال في معظم البلاد المتخلفة وخاصة في الوطن العربي. في الواقع أصبح الإسلام الأيديولوجية الرسمية للقوى الرجعية المتخلفة في الوطن العربي وخارجه (السعودية، أندونيسيا، الباكستان) والمرتبطة صراحة ومباشرة بالاستعمار الجديد الذي تقوده أمريكا. كما كان الدين المصدر الأساسي لتبرير الأنظمة الملكية في الحكم لأنه أفتى بأن حق الملوك نابع من السماء وليس من الأرض. ثم أصبح اليوم الحليف للأوضاع الاقتصادية الرأسمالية والبرجوازية، والمدافع الرئيسي عن عقيدة الملكية الخاصة وعن قداستها، حتى أصبح الدين وأصبحت المؤسسات التابعة له من أحصن قلاع الفكر اليميني والرجعي. فالدين بطبيعته مؤهل لأن يلعب هذا الدور المحافظ، وقد لعبه في جميع العصور بنجاح باهر، عن طريق رؤياه الخيالية لعالم آخر تتحقق فيه أحلام السعادة، وواضح أن هذا الكلام ينطبق على الإسلام كغيره من الأديان ".
واضح من هذا الكلام (العظمى) أنه من قبيل الغوغائية الدعائية السياسية، التي تعمل لنصرة مذهب سياسي واقتصادي معين، أثبت الواقع فشله في المجالين السياسي والاقتصادي، وأثبت أنه كان سلاحاً في أيدي الانتهازيين الطامعين باحتلال المواقع الرأسمالية والبرجوازية، عن طريق النهب والسلب والاستغلال الظالم الآثم، وأن شعارات هذا المذهب الاقتصادي لم تكن إلا أقنعة للتضليل.
وقد عمد إلى ذكر بلاد إسلامية معينة لأنها ما زالت نوعاً ما ترعى الإسلام، وتحمي شعاراته، وتطبق بعض أحكامه.
أما قصة الارتباط صراحة ومباشرة بالاستعمار الجديد الذي تقوده أمريكا فقصة أتقن تشييعها أجراء هذا الاستعمار، وأجراء الصهيونية العالمية، وغايتهم هدم الإسلام من وراء ذلك، وهو يعلم أكثر من غيره دور الماركسية الملحدة التي تعمل لصالح الاستعمار الجديد، وتعمل لصالح الصهيونية العالمية.
وحرب رمضان عام (1973-1393هـ) ودور الدول الإسلامية فيها، ودور المملكة العربية السعودية إذ دخلت فيها بكل ثقلها، ربما يكون قد أغاظه كثيراً،