العربي وقياداتها الثورية، إذ لم تقم بتغيير شامل في مجال سلطانهم، يتناول كل إرث الأمة العربية، من عقائد ومبادئ وأخلاق وعادات ومفاهيم ومشاعر نحو أمجادهم وتاريخهم.
ولكن هذا العجب ينتهي تماماً حين نعلم أن المخططات المرحلية للحروب الحديثة التي يحركها أساطين المكر العالميون لا تهتم بالأشخاص ولا بالمنظمات.
إن الأشخاص والمنظمات وسائر الأدوات المرحلية هي بمثابة جسور توضع لتنسف متى تم العبور عليها، حتى لا يعود عائد عن طريقها إلى المنطلق الأول، وكل من يقدم نفسه جسراً لها من أشخاص أو منظمات فليعلم أنه سينسف بدداً متى استنفد الماكرون أغراضهم ومنه، وعندئذ لا يجد عاطفة تحنو عليه، ولا وفاء يستقبله.
وكل لاحق من هذه الجسور المرحلية لا بد أن يؤدي وظيفة تهديم من سبقه وانتقاد أعماله، ليقدم تبريراً لمرحلته الجديدة، وليمحو من الأذهان ما ترسب فيها من مفاهيم كان يقدمها السابق.
وكل ذلك في ترتيب الخطة العامة أزياء فكرية مرحلية، يجب تغييرها لدى تنفيذ المرحلة التالية، إلا أنها تمهيد ضروري لها.
وليس لها منا مجرد تحليلات ذهنية، وتقديرات خيالية، بل مكتوبات العدو السرية تنص عليه بصراحة لا تقبل التأويل.
مسكينة هذه الجسور البشرية كيف تقدم خدماتها الجلي للشياطين، لتقدم أنفسها فيما بعد ضحايا لهم، وليس لها منهم عبر الرحلة القاسية الشاقة إلا الإباحيات المختلفات، والمواعيد الكاذبات، وأنواع من المساعدات للتسلط على أمتهم في الأدوار المرحلية.
ولتحويل الأنظار عن العدو الحقيقي بدأ الملاحدة الماركسيون يهونون من أمر مكايد الاستعمار، ومكايد الصهيونية العالمية، ويوجهون كل اهتمامهم لميراث الأمة العربية من قيم وأخلاق ومبادئ وعقائد وعادات وتقاليد ومفاهيم، ويحملون هذا