بحثوها وفق أصول البحث العملي الذي توصل إليه العلماء، وفي كثير منها نظريات باطلة، إذن فالاتجاه العلماني كله باطل.

مما لا شك فيه أننا لا نقبل هذا الكلام لأنفسنا، ولكننا نكشف به فساد حجة الملحد الناقد للفكر الديني، إذ نستخدم سلاحه ضد اتجاهه، ونحن نرفض مثل هذا الاحتجاج أصلاً.

وصنيع الملحد في هذا تزييف مفضوح للحقيقة، وتلاعب شائن في العمليات الفكرية، واستهانة شنيعة بالمنطق الفكري لأجيالنا الناشئة من مثقفي هذا العصر، فهل بلغ بهم الأمر أن تنطلي عليهم مثل هذه الحيلة من حيل التزييف الفكري، حتى بدأ الملاحدة يستخدمونها في تضليلهم؟ أم فقد الملاحدة صوابهم حتى أخذوا يحتجون بما ليس فيه حجة ولا شبه حجة؟ إذ أفلست قواهم المادية في فرض مذاهبهم على الطلائع المثقفة في العالم الإسلامي، لا سيما حينما وجدوا في هذه الطلائع المثقفة جماهير مؤمنة بالله، تنصر الإسلام وتعمل له، وتلتزم بأحكامه وتعاليمه.

ولعل الأمرين موجودين معاً، فبعض أجيالنا الناشئة الموجهة ضمن البرنامج الإلحادي قد أمست مرجوجة الأصول الفكرية، تخدعها الحيل المصبوغة بصبغ الثقافات المعادية للدين، والمقنعة بقناع العلمانية الأكاديمية، والمحاطة بهالة مزخرفة من العبارات التي احتلت مركزاً ارستقراطياً بين المجتمعات المثقفة، على الرغم من أنها عبارات جوفاء ليس لها إلا طنين يخدع صغار العقول، وبعض أجيالنا الناشئة المثقفة هي - بحمد الله - مؤمنة بالله مسلمة حقاً، ذات منطق علمي سليم، تعرف الحق، وتناقش بالحق، وتجادل بالحق، وتناصر الحق حيث وجدته.

وأرجو أن لا يغيب عن بال سيادة (د. العظم) ومن هم على شاكلته أن كل اتجاه عام في الواقع الإنساني يوجد فيه فئات مختلفة، ويوجد فيه أفكار متباينة، فهل يعني وجود هذا الاختلاف بطلان الاتجاه العام من أساسه؟ أم واجب العاقل المنصف التمييز بين المحقين والمبطلين، وبين الحق والباطل.

إن دين الله للناس دين واحد، وهو دين الحق الذي اصطفاه لعباده، وأنزله

طور بواسطة نورين ميديا © 2015