ونفوسهم فيتبعونها ويعتقدونها، حذَّر الله من اتباع أكثر من في الأرض، فقال تعالى في سورة (الأنعام/6 مصحف/55 نزول) :
{وَإِن تُطِعْ أَكْثَرَ مَن فِي الأَرْضِ يُضِلُّوكَ عَن سَبِيلِ اللَّهِ إِن يَتَّبِعُونَ إِلاَّ الظَّنَّ وَإِنْ هُمْ إِلاَّ يَخْرُصُونَ}
أي: يرجمون بالخرص التخيلي أو التوهمي، ويقررون ما يقع عليه خرصهم على أنه حقيقة، ويبنون على ذلك عقائدهم وأعمالهم.
ولهذا السبب الرئيسي عوامل فرعية متعددة داخل النفوس الإنسانية منها العوامل التالية:
1- الغرور بالنفس والإعجاب بالرأي:
فقد تلمع في نفس الإنسان بارقة من فكرة تمر في خياله أو توهمه، فيأتي الغرور بالنفس فيلبسها ثوباً لماعاً مزركشاً، فتحلو في نفسه وتزدان، ثم يتجسم توهمه بها حتى تصبح لديه فكرة ثابتة أو عقيدة راسخة دون أن يعالجها بالحجة والبرهان، والمناقشة المنطقية السليمة.
وقد يسعى مبشراً بها بين السذج وضعفاء التكفير والجاهلين، مزيناً حجته بزخرف من القول، أو مستخدماً قوة شخصيته أو قوة نفوذه، ثم يكون له مؤيدون وأنصار يتابعونه على ضلالته التي انخدع هو بها بعامل الغرور بالنفس والإعجاب بالرأي.
وقد نشأ في التاريخ فرق متعددة تحمل مذاهب فكرية باطلة، وذلك بسبب إصابة واحد من الناس أو مجموعة منهم بمرض الغرور بالنفس والإعجاب بالرأي، ثم كان منه ومن عوامل أخرى ضلالات موروثة، استمسكت بها أجيال متلاحقة، بات من العسير التخلص منها إلا في ظروف معالجات فكرية ونفسية مؤثرة.
2- الجهل العام الذي يسمح بتقبل كثير من المفاهيم الباطلة:
وهنا نلاحظ أنه قد تشيع في مجتمع متخلف فكرياً أو ثقافياً أفكار باطلة محرفة عن منهج التفكير السليم، وتجد هذه الأفكار الباطلة قبولاً في هذا