{وَلَقَدْ خَلَقْنَا الإِنسَانَ مِن صَلْصَالٍ منْ حَمَإٍ مَّسْنُونٍ * وَالْجَآنَّ خَلَقْنَاهُ مِن قَبْلُ مِن نَّارِ السَّمُومِ}
الصلصال: هو الطين اليابس الذي يصلصل إذا نقرته.
والحمأ: هو الطين الأسود المتغير.
والمسنون: هو المصور.
فهذه الحقائق المستفادة من النصوص الإسلامية توضح تماماً اختلاف العناصر التكوينية بين الكائنات الثلاثة: (الملائكة - الجن - الإنس) ، وتوضح أن الملائكة والجن مخلوقون قبل الإنسان.
وإبليس هو من الجن لا من الملائكة على خلاف ما زعم (د. العظم) ، وزعم أن الملائكة ليسوا بمنجاة من الغواية، كما أراد أن يفهم من النصوص الإسلامية، وإن كان هو بالأساس لا يؤمن بوجود الملائكة ولا بوجود الجن أصلاً، والدليل على أن إبليس من الجن لا من الملائكة قول الله تعالى في سورة (الكهف/18 مصحف/69 نزول) :
{وَإِذَا قُلْنَا لِلْمَلا?ئِكَةِ اسْجُدُواْ لآدَمَ فَسَجَدُو?اْ إِلاَّ إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ..} .
فهذا يوضح لنا أن عنصره كان من عنصر الجن لا من عنصر الملائكة، يضاف إليه ما ثبت في النصوص من أنه مخلوق من مارج من نار، أما الملائكة فهم مخلوقون من نور.
إذن فقد كان إبليس بين الملائكة عنصراً دخيلاً، وقد كشفه الامتحان، والذي سمح له بأن يدخل بين صفوف الملائكة وجود التشابه الصوري، والمشاركة في بعض الخصائص بين الجن والملائكة، حتى كان إبليس يعبد مثل عبادة الملائكة ويخالطهم في بعض أعمالهم، وهذا ما يظهر من تفسير دخوله في عموم أمر الله الملائكة بالسجود لآدم، ويحتمل أن يكون الأمر بالأساس موجهاً للملائكة والجن