إليها النقد على أساس هذا الفهم الخاطئ. لكننا نعلم أن هذا العمل مغالطة حقيرة لا تتفق مع أصول المنهج العلمي النقدي السليم، لذلك فإننا لا نفعله، لأن الإسلام يفرض علينا التزام الأمانة الفكرية، ويفرض علينا أن نحافظ على أخلاق البحث العلمي السليم، والمنهج النقدي الصحيح.

وشبابنا المسلمون يعرفون هذه الأخلاق ويلتزمونها، ويعرفون مداخل المغالطات فلا يتأثرون بها. وإذا شاء الملحدون أن يموتوا بغيظهم من ذلك فليفعلوا، ولتبقَ مغالطاتهم على أكف الرياح السافيات، مع الهشيم اليابس والقمامات.

(ج) وفي النظرة الثالثة نلاحظ أن البحوث العلمية المتطور يوماً بعد يوم هي التي تتطور متقدمة إلى الأمام، لتجد نفسها مقتربة من المفاهيم الكلية الكبرى التي قررها الإسلام في عقائده ومبادئه.

إننا نسمي هذا تقدماً في البحث العلمي إلى المواقع الغائية التي يحتلها الدين الحق، ولو أردنا أن نجاري (د. العظم) في تعبيراته لقلنا: إن البحوث العلمية تتراجع من مواقع النظرات المادية الإلحادية إلى مواقع النظرات الغائية الإيمانية، وهي المواقع التي يحتلها الدين بثبات واستقرار، دون تحول أو تراجع، لأن الدين الحق الإلهي، وهو يقف عند مواقع الحق، وحينما يصل العلم إلى الحق، تماماً يجد نفسه عند مواقع الدين.

وهذا الكلام منا يحتاج إلى أدلة من الواقع العلمي، حتى لا يكون ادعاء لا قيمة له، وسأعتمد في هذا على أقوال كبار العلماء الماديين من علماء القرن العشرين.

من المعروف في قصة الحضارة الحديثة أن معظم الأبطال الأولي الذين اكتشفوا كثيرا من القوانين الطبيعية التي اعتمدت عليها هذه الحضارة كانوا مؤمنين بالله، ولكن خلفهم قوم زعموا أن هذه الاكتشافات قد أبطلت الحاجة إلى الإيمان بوجود الخالق جلَّ وعلا، وتلقف الملاحدة الذين لهم غايات خاصة من نشر الإلحاد في الأرض ذلك، وأخذوا يروجون له في مختلف المجالات العلمية وغير العلمية.

طور بواسطة نورين ميديا © 2015