معرفتهم شيئاً من الغيب.

وقد عرض الله مقالة منكري الحياة الأخرى المشتملة على هذا التوهم من توهماتهم، فقال تعالى في سورة (سبأ/34 مصحف/58 نزول) :

{وَقَالَ الَّذِينَ كَفَرُواْ هَلْ نَدُلُّكُمْ عَلَى رَجُلٍ يُنَبِّئُكُمْ إِذَا مُزِّقْتُمْ كُلَّ مُمَزَّقٍ إِنَّكُمْ لَفِي خَلْقٍ جَدِيدٍ * أَفْتَرَى عَلَى اللَّهِ كَذِباً أَم بِهِ جِنَّةٌ بَلِ الَّذِينَ لاَ يُؤْمِنُونَ بِالآخِرَةِ فِي الْعَذَابِ وَالضَّلاَلِ الْبَعِيدِ}

وكان مطلبهم أن ينزل الله ملائكة يبلغونهم الأخبار عنه، أو يرون الله ويخاطبهم خطاباً مباشراً، وقد ذكر الله مطلبهم هذا بقوله تعالى في سورة (الفرقان/25 مصحف/42 نزول) :

{وَقَالَ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَآءَنَا لَوْلاَ أُنْزِلَ عَلَيْنَا الْمَلاَئِكَةُ أَوْ نَرَى رَبَّنَا لَقَدِ اسْتَكْبَرُواْ فِي? أَنفُسِهِمْ وَعَتَوْا عُتُوّاً كَبِيراً}

والرد على أصحاب هذا التوهم يأتي ببساطة، ويتلخص بأن وعد الله بالدار الآخرة والحياة بعد الموت جاء على ألسنة الرسل المؤيدين بالمعجزات الباهرات، والله سبحانه لا يؤيد بمعجزاته من يكذب عليه، وبأن الله يستحيل عليه - سبحانه - الكذب في الأخبار، وقد أخبرنا في كتابه المنزل بذلك.

ولا تعدو مناقشة هؤلاء المناقشة حول الرسل والكتب واستحالة الكذب على الله تعالى، وأن لله أن يصطفي من يشاء من عباده، لتبليغ رسالاته للناس، وأن يتخذ ما يشاء من وسائل لإعلام رسله برسالاتهم، وإعطائهم ما يكون حجة لهم أمام الناس، حتى يصدقوهم ويثقوا بأخبارهم.

هذا إحصاء توهمات منكري الحياة الآخرة، وما فيها من جزاء بالثواب وبالعقاب.

وبعد إسقاط هذه التوهمات ودفعها، وبيان أنها لا تصلح بحال من الأحوال

طور بواسطة نورين ميديا © 2015